حرب باردة على الأردن، وحكومة مرتجفة غائبة بأبراج عاجية، لماذا ؟

10 أكتوبر 2021
حرب باردة على الأردن، وحكومة مرتجفة غائبة بأبراج عاجية، لماذا ؟

الدكتور احمد الشناق
وغياب إستراتيجية التصدي لها، لماذا ؟
– يعيش الأردن أجواء الحرب الباردة عليه، بإستخدام الحرب النفسية والشائعات، وهي حقيقة يجب الإعتراف بها، لتحديد الإستراتيجية في مواجهتها والتصدي لها ….
– وتبقى الإشاعة والحرب النفسية شكل من أشكال الصراع، وهو صراع مبرمج تدخلة الدول والمؤسسات، وصولاً إلى تحقيق أهداف متعددة ومتنوعة، قد تكون سياسية، اجتماعية، ثقافية أو عسكرية واقتصادية . وهي حرب هدفها الأساس إضعاف المعنويات ، كسلاح غير مباشر ، يعتمد على على تطبيقات علم النفس نحو تغير الإتجاهات النفسية ، وتشكيل الفكر والسلوك ، بما يتاغم مع أهداف الطرف المستخدم لها …
– والحرب النفسية والشائعات، هي حرب شاملة، لتنوع أساليبها المؤثرة ، بإعتمادها على التطور التقني بتطور وسائل الإتصال والإعلام في التأثير على الرأي العام .
– والشائعات أداة من أدوات الحرب النفسية ، بإعتبار الشائعات ظاهرة نفسية إجتماعية، تظهر كتعبير عن الأحداث والظروف المحيطة، وهي أشد انواع الأسلحة فتكاً كحرب نفسية على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول . وهي اخطر انواع الأسلحة خصوصاً في أوقات الأزمات والتغُيرات والتحولات ، وكثيراً ما تفعل فعلها قبل الإنتباة لأهدافها وأغراضها ومواجهتها ..
وللشائعات مناخها الملائم في أوقات الإضطرابات الإجتماعية والأزمات والتحولات .
فالحرب النفسية والإشاعة أهم أدواتها تكون ما يطلق علية ( موضوع الساعة )
– فالحرب النفسية والشائعات هي حرب معنوية، وهي أشبة بِ (الحرب الباردة ) وهي حرب أعصاب وحرب دعائية لأهداف محددة ، بإستخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة دول ، لتساعدها وفق هذا المخطط على تحقيق سياساتها وأهدافها ومصالحها، من خلال تدمير الروح المعنوية للمستهدفين، وأبرز أساليبها تكون :
– تدمير الثقة بعناصر القوة للدولة المستهدفة، أو المجتمع …
– زعزعة الثقة بإعلام الدولة المستهدفة .
– خلق عدم الثقة بين الدولة ومؤسساتها والمجتمع [ فقدان الثقة بالدولة وقياداتها ]
-. محاولات بث الفتن على أسس طائفية ومذهبية ودينية ومكونات إجتماعية .
– التخلص من قيادات سياسية وإجتماعية
– محاولات نشر الفوضى وزعزعة الإستقرار الإجتماعي والسياسي ..
– نشر الخوف والقلق والشك، والشعور بفقدان الثقة بالأمن والطمأنينة …
– الضغط الدبلوماسي والسياسي والإقتصادي .
– تهيئة الأذهان لقبول صفقة ما .
وتعتمد الحرب النفسية على أدوات وأساليب :
– الإشاعة
– الإعلام
– ما يسمى بالطابور الخامس
– المندسين داخل الدولة كعملاء للمخطط وأهدافه، وقد تكون منظمات بمسميات عديدة …
– الدعاية المخطط لها وترويجها، وهي الأخطر وتختلف عن الإشاعة، كونها تستند على بعض الحقائق .
فالحرب النفسية بدوافعها وأهدافها من خلال حرب الإرادات والمعنويات، ودق إسفين لتفتيت وحدة الصف والمجتمع …
— يفرض علينا معرفة وتحديد أهداف الشائعة ونوعها، لأجل وضع الإستراتيجية والأسلوب الأمثل للتصدي لها ومواجهتها لتجنب أثارها المدمرة على مستوى الأفراد والمجتمع والدولة، لإسقاط مخطط الإستهداف من الخصوم والأعداء .
— ومن أهم أسس الإستراتيجية لمواجهة الحرب النفسية والإشاعة والدعاية، يتطلب الإجابة على سؤال جوهري : ما مصادر بثها ، ولأي هدف تُبث ، وكيف تتطور الشائعة وتنتشر ؟ وما العوامل المؤدية لإنتشارها ، وإذا أصبحت وباء إجتماعي ، فكيف يمكن مواجهتها ، وقايةً وعلاجاً .
ويبقى من أهم طرق مواجهتها :
– دحض الشائعات بتقديم الحقائق والمعلومات بالتوقيت المطلوب ، دون تأخير
– تنمية وعي المواطنين حول الحرب النفسية، وكشف مخطط إستهدافاتها بوضوح وشفافية، وعدم التمترس بسياسة التبرير والغموض، والذي يساهم في تعميق التشكيك وبما يخدم أجواء الإشاعة
– مواجهة فعلية لقضايا البطالة والفقر ووقت الفراغ عند الشباب، وهي عوامل وبيئة خصبة لإنتشار الشائعات ..
– تفعيل آليات الدولة كالأحزاب والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، وإعادة بناء المراكز الشبابية والثقافية بأسس يحاكي تطورات المرحلة ولغة وسائل التواصل الحديثة، لتمارس دور الحزام الواقي للرأي العام، بقراءة المرحلة بتطوراتها مع الدولة وأجهزتها، لخطاب موحد بخطورة الحرب النفسية والشائعات على المجتمع والدولة …
— إن الأحداث الجارية في المنطقة والإقليم بتحولات تاريخية غير مسبوقة، وإقتراب بلورة شكل الإقليم الجديد بنظامه الإقليمي، وترافق ذلك بحلول لقضايا مصيرية ذات مساس بالدولة الوطنية الأردنية ونظامها السياسي، والتداخلات الإقليمية والدولية في المنطقة وما ترافق من سقوط للدولة الوطنية في اقطار عربية، كل هذه الأحداث والعوامل، هي التي ستحدد شكل الإقليم بنمط علاقاته الدوليه، ونظام أمنه الإقليمي، والأردن بموقعة الجيوسياسي ومواقفه الرافضه تجاه عديد ملفات بعض القضايا، وجهود القيادة الأردنية لملء الفراغ السياسي في الواقع العربي، بتحركات أردنيه مع الأشقاء ، نحو شكل من التعاون العربي والتكتل العربي، لم يعد الأردن بعيداً عن مخطط يستهدف إضعافه من قوى إقليمية ودولية ساهمت في تأجيج الصراعات في اقطار عربية لفرض مصالحها وهيمنتها على المنطقة.
— نعم الأردن مستهدف ليستجيب ما هو مخطط له ، من قوى لا تعرف إلا مصالحها ، وفرض إرادتها على الأخرين . وهذا الإستهداف يستخدم كافة أدوات التشكيك، وبإستغلال ظروف إقتصادية داخلية وسياسات حكومية عاجزة بإيجاد حلول إجتماعية وخدماتية للمواطنين، وحتى لا تمتلك هذه الحكومات خطاباً للداخل ولا قدرة تواصلية مع المجتمع الأردني، ولا حلول عاجلة لقضاياهم، بذريعة شح الإمكانيات غطاءاً للعجز والفشل، حكومات تعيش بأبراج عاجيه وعلى وسادة من حرير في مكاتبها الوثيرة بإنفصال عن مناطق المملكة وهمومها، والشعب يئن بكظم الغيظ عما يعيشه مع حكومات الموظفين وتسيير الأعمال.
— نعم الأردن مستهدف إضعافه بحربٍ نفسيه وشائعات، وهي أشد فتكاً من الأسلحة، وهي حرب إرادات ومعنويات، واشبه ما تكون بالحرب الباردة …
نعم الأردن يعيش أجواء الحرب الباردة … والمؤسف لا توجد إستراتيجية وطنية بمستوى دولة على مستوى الجبهة الداخلية، وحكومة مرتجفة مكتبية لتزيد الطين بلة، في مواجهة هذه الحرب والتصدي لها، وإسقاط مخططاتها ….