وطنا اليوم:تجتهد عدّة دوائر ومستويات سياسية وحزبية في الاردن في التمهيد للمرحلة المقبلة تحت عنوان التحول الى سلطة البرامج الحزبية في ظل تحديث المنظومة السياسية وبعد وضع وثيقة مهمة جدا في هذا السياق بأمر ملكي بعد أربعة أشهر من النقاشات خلال الفترة السابقة.
ويبدو أن المشهد الحزبي على الأقل في الساحة المحلية يتجه نحو المجهول على اكثر من صعيد وفي اكثر من مفصل خصوصا وسط التقارير التي تتحدث عن احتمالية انسحاب نحو 40 حزبا مرخصا ومسجلا الآن من الساحة تماما تحت وطأة تنفيذ الاجراءات الحزبية الجديدة التي ضاعفت اعداد المؤسسين للأحزاب ووضعت شروطا قاسية جدا على الهيئات الحزبية الجديدة في حال تشكلها خصوصا إذا ما رغبت تلك الاحزاب بالتعاطي مع الميزات الممنوحة لها في الانتخابات البرلمانية العامة.
ثمّة أكثر من تصوُر يتم ترويجه الآن ويبدي مؤخرا حزب جبهة العمل الإسلامي وهو أكبر أحزاب المعارضة رغبة وميلا نحو اعادة احياء لجنة تنسيق ائتلاف المعارضة وبصورة تعيد انتاج تقديم الحزب لنفسه في المشهد الوطني تعاملا مع تداعيات استحقاقات المرحلة اللاحقة.
وإذا تمكّن حزب التيار الإسلامي عمليا من فرض بصماته بإحياء الائتلاف الخاص بالمعارضة يمكن القول بأنه يسعى للسيطرة أكثر أو للبقاء في مستوى الغلبة الحزبية والسياسية خلال الانتخابات المقبلة ويستعد لتطبيقات وثيقة المنظومة السياسية والتي شارك في صياغتها اصلا ثلاثة من قيادات حزب الجبهة الإسلامي.
وفي إطار تفاعلات الخارطة الحزبية الجديدة برز مشروع لا أحد يعرف إلى أين وإلى ماذا سينتهي بصورة محددة لتوحيد حزبين وسطيين إسلاميين على الأقل انشقا عمليا خلال السنوات العشر الماضية عن جماعة الاخوان المسلمين في اطار مشروع حزبي جديد وواحد والحديث هنا عن حزب زمزم الاسلامي الذي اسسه وقاده وكان بمثابة الأب الروحي له الدكتور أرحيل الغرايبة القيادي المنشق سابقا عن جماعة الإخوان المسلمين والحركة الاسلامية.
ويبدو أن زمزم يبحث الآن مع حزب الوسط الإسلامي وهو ايضا حزب من الاسلاميين الذين ابتعدوا عن دوائر الاخوان المسلمين على مدار سنوات في إطار تجربة جديدة.
ولم يتّضح بعد ما إذا كانت جمعية الإخوان المسلمين التي تمثل نخبة من المنشقين عن جماعة الاخوان بقيادة المراقب العام السابق الشيخ عبد الحميد ذنيبات ستكون جزءا من تجربة الاندماج الجديدة على جبهة الإسلاميين الميّالين للوسط كما يُوصفون.
الوضع مُربكٌ بالنسبة لأحزاب التيار اليساري والأحزاب ذات التعبيرات القومية والتي تتّهمها السلطات بالعادة بأنها تتلقّى توجيهات من تعبيرات حزبية وتياراتية في الخارج.
ولا يوجد فُرص لولادة تعبيرات حزبيه يساريه أوقومية جديده يمكن ان تنافس أو تولد بشكل مؤثر في الخارطة الجديدة للأحزاب الأردنية حتى الان على الاقل لكن يبدو ان الحزب الشيوعي والذي شارك احد قادته في لجنه الحوار حول تحديث المنظومة السياسية في البلاد طامح بالسيطرة والتحكم وتجديد الدماء والروح وبالتالي الحديث عن احتمالية أن تدعم السلطات الرسمية عن بُعد تجربة يسارية مستجدة ببصمة وقيادة الحزب الشيوعي الأردني العريق والذي يعتبر من اقدم الاحزاب واعرقها لكن بوصلته تتوه عندما يتعلق الامر بثقله الانتخابي وثقله الاجتماعي في الشارع.
ومن المرجح أن محاولات تجري لإحياء وإنعاش ثم تسمين تجارب حزبية باسم الوسط خصوصا بعد ما تلاشت تماما وذابت في خارطة الواقع الموضوعي التجارب السابقة باسم الوسط القريب من السلطات بالعادة ويبدو ان عدة شخصيات محسوبة على دوائر القرار الرسمي واحيانا الامني في طريقها لتشكيل تيارات حزبيه على أساس الاستعداد لانتخابات مُقبلة حيث أن البرلمان المُقبل سيضم نحو 42 مقعدا من أصل 138 مقعد على الأقل مخصصه لقوائم عامة تخص الأحزاب.
على جبهة التيار المدني وبعد انقسام حزب التيار المدني الاول والأبرز الذي ولد خلال السنوات السته الماضية يبدو أن بعض الشخصيات التي تتبنّى الإطار المدني في طريقها أيضا لتجديد تجربة بدعم خلفي وخفي من السلطات الرسمية، الأمر الذي يضع كل هذه التصورات في اطار حزمة من التوقعات والتكهنات لا يمكن الخوض في تفاصيلها الآن ولا يمكن بكل حال استنتاج نتائجها بصوره قطعية وإن كانت نسخة معدلة ومستجدة من الحزب الشيوعي في طريقها للتكوين أيضا بدعم غير مباشر.