أسامة الرنتيسي: “من الكسّارة إلى الوزارة” بوصلةُ سالكي دروبَ الطموح الصعبة

20 سبتمبر 2021
أسامة الرنتيسي: “من الكسّارة إلى الوزارة” بوصلةُ سالكي دروبَ الطموح الصعبة

متيقن أنّني من الدائرة الضيقة التي يحبها محمد داوودية أبو عٌمَر، ويسرّ لها ما بداخله أكثر من غيرها.
وقد أطلعني على قصاصات من حكايا المراهقة ما زلت أتمنى عليه أن لا يتلفها حتى لو نصحه أقرب الناس إليه عُمَر داوودية أبو جنى، لأن لكل زمان حكاياته ومساحات الحرية فيه، وسوف يأتي زمان غير زماننا تلقى هذه الحكايات والأحرف وهجا تتألق فيه.

أكثر من مرة قلت للمعلم، الله يسامحك صديقي، لقد سرقتك الصحافة من الأدب ولو أكملت إبداعاتك في مجال الرواية لكان بيننا اليوم أجمل الروائيين.
فمسيرة ابي عمر مهنية مقدرة وبوصلة لكل من أراد أن يسلك دروب الطموح الصعبة.
يا الله كم نحتاج هذه الأيام إلى “أبو هنوش” وهو أحد الشخصيات والابطال الشعبيين الذين وردت مآثرهم في “حكاية” محمد داودية “من الكسارة إلى الوزارة”.
فكثير من الأشياء لا حل لها إلا البتر.

أنا منحاز تماما إلى جمع الحكايات والروايات التي عطر فيها ابو عمر أيام رمضان على صفحات الدستور. فسوف يصلنا في النهاية منجز أدبي راق وحقيقي، يخفف عنا الثرثرة الكثيرة في بعض المنتجات الأدبية، ويسهم في معالجة ذائقتنا من عبث كثير من منشورات “دولة السوشيال ميديا” التي مسّت أخلاقنا وثقافتنا واحترامنا لذاتنا.

في “حكاية” داوودية طعم من تراب بلادنا الغالي، وفيها تفاصيل عن حياتنا الطبيعية قبل التطورات الصناعية والتكنولوجية، وفيها تجربة ناصعة لقيمة المعلم، الذي كان بصدق، بوصلة قُرانا ومجتمعنا وحياتنا اليومية.

داوودية؛ صاحب تجربة حياتية صعبة، قُدَّت من صوان الطفيلة ومعان والمفرق. وتجربة حزبية وصلت إلى الاختفاء والمطاردة. وصحافية مشهود لها حتى اللحظة. وبرلمانية تركت بصمات ناصعة وثقافية كانت رقما صعبا في رابطة الكتاب الأردنيين في زمان عزها. ومهنية توجت بأن يكون قريبًا من عقل الملك الراحل في أحلك الظروف. ودبلوماسية صنعت فارقا في عمل سفراء المملكة. وسياسية وزيرا مختلفا، من الشباب الى التنمية السياسية إلى الزراعة.
ننتظر الرواية الكاملة والغواية الكاملة.