وطنا اليوم:تمكن خبراء مسرح الجريمة بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي بدولة الإمارات العربية الشقيقة، من حل غموض جريمة “معقدة” بعد تتبع آثار خيط من الدماء على مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات.
وفي تفاصيل هذه العملية، نقلت صحيفة “الإمارات اليوم” عن مدير إدارة مسرح الجريمة، العقيد مكي سلمان أحمد سلمان، قوله إن “خبراء مسرح الجريمة أسهموا في حل قضايا معقدة، من بينها جريمة قتل رجل أعمال آسيوي وزوجته داخل مجمع سكني، إذ نجحوا في التوصل إلى سلاح الجريمة، على الرغم من التحديات الصعبة التي واجهوها”.
وأضاف مفصلا: “فريق مسرح الجريمة المتخصص رصد آثار دماء على أحد جدران المنزل، ورجح أن تكون عائدة للمجرم، فتتبع الأثر حتى وصل إلى شارع داخل المجمع السكني، ثم انقطعت الآثار فجأة”، لافتا إلى أن “الفريق تابع البحث حتى عثر على آثار الدماء مجددا فتعقبها لمسافة كبيرة، على الرغم من ضعفها، إلى أن وصل إلى حاجز حديدي على شارع الشيخ محمد بن زايد، ثم وجد نقاط دم على الحاجز. وواصل الفريق البحث إلى أن كوفئ على جهده بالعثور على سلاح الجريمة – سكين – على بعد خطوات من محطة موجودة على الطريق”.
كما كشف العقيد مكي سلمان أن “فريق العمل حدد مصدر بيع السكين المستخدم في الجريمة، ومن خلاله تم تحديد هوية القاتل والقبض عليه في زمن قياسي”، حيث يشار إلى أن القاتل كان أحد العمال الذين ارتادوا الفيلا سابقا، وبعد شهور طويلة قرر استهدافها بالسرقة. وبعد دخوله إلى المكان استيقظ صاحب الفيلا، فقام هذا العامل بقتله هو وزوجته بسكين كان بحوزته، كما طعن إحدى ابنتيه أثناء هروبه.
وأظهر التحليل الأولي أن المجني عليه تعرض للصدم، ما أدى إلى تهشم في جمجمته، لكن التشريح أكد أنه تعرض لاعتداء بآلة حادة في مقدمة الرأس.
وأضاف أن فريق مسرح الجريمة طوق المكان وبدأ في جمع الاستدلالات والآثار الدقيقة، وتمكن خبراء رشات الدم من تتبع آثار امتدت نحو 600 متر لتصل إلى سيارة مغبرة في مكان قريب، تأكد أن لها علاقة بالحادث، فتم فحصها بدقة، ليتبين أنها لم تكن أداة للدهس، ومن خلالها قبض على صاحبها.
وبمواجهة صاحب السيارة اعترف بأنه دهس المجني عليه في إمارة أخرى ونقله إلى هذه المنطقة للتمويه، لكن روايته لم تتسق مع الأدلة التي جمعها فريق مسرح الجريمة.
وبعد التضييق عليه اعترف بأنه اعتدى على المجني عليه مستخدماً آلة حادة، ثم نقله إلى هذا المكان وأجرى عملية تمويه حتى تظهر الجريمة باعتبارها حادث دهس.