وطنا اليوم:يُعد طريق “الكر – الهدا” غرب السعودية أحد أشهر الطرق الملتوية، والشهير بملامسه أجواء الضباب بين الجبال ومنعطفاته الحلزونية، وسجل الطريق اسمه في التاريخ إلى ما قبل 900 عام، حيث رصد بالحجارة ويستخدمه المارة للوصول إلى مكة عن طريق الجمال، واليوم أصبح الطريق ذاته يعج بالمركبات على مدار اليوم، ليعانق الغيوم المتراكمة وومضات البروق، التي تجعل منها منظراً بهياً خلال هطول الأمطار.
المهتم بتاريخ الطائف “أحمد الجعيد”، تحدث بقوله: “قبل إنشاء طريق الكر، كان هناك طريق حجري يسمى (درب الجمالة) حيث كان يستخدمه المشاة قبل أكثر من ٩٠٠ عام حتى عام 1380هجرية قبل إنشاء طريق الكر المزدوج الرابط بين مكة المكرمة و الطائف، وكان يستخدم الطريق على ظهور الجمال في نقل المنتجات الزراعية والسلع والبضائع، ويُعد أول طريق جبلي يرصف بالحجارة للمشاة والعابرين على الكر في السعودية، وهي مسيرة يوم للطالع من مكة المكرمة، ونصف يوم للهابط إلى مكة المكرمة”.
وأضاف: شهد طريق “كرا” افتتاح المرحلة الأولى لتوسعته في عهد المالك خالد في عام 1398هجرية، حينما أمر الملك سعود في وقته بالعمل على المشروع، كما شهد الطريق نفسه توسعة أخرى للازدواجية في عهد الملك عبدالله في عام 1427هجرية، لتبلغ مسافته من أعلى نقطة فيه وحتى أسفله نحو 22 كلم، وبتكاليف إجمالية وصلت إلى نحو 218 مليون ريال، في حين شهد الطريق العديد من التحسينات خلال السنوات الماضية.