ابتكارات الشعب الفلسطيني لقهر المحتل: أولها حجارة وآخرها ابتسامة

9 مايو 2021
ابتكارات الشعب الفلسطيني لقهر المحتل: أولها حجارة وآخرها ابتسامة

وطنا اليوم:“الشعب المعجزة” هذا أقل ما يوصف به الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 71 عاماً، أي منذ القصعة الأولى في ظهر فلسطين والأمة العربية بشكل عام، عندما غرس أول “بسطار” إسرائيلي على أرض فلسطين، مروراً بنكسة ال 1967، وما تلاها من مجازر إسرائيلية مرت على الخارطة الفلسطينية بأكملها وما تزال تمر.
وصف “الشعب المعجزة” للشعب الفلسطيني لقب يستحقه منذ أول قصعة حتى اليوم مع أحداث حي الشيخ جراح في القدس، وما يجري هناك من تهجير لأهالي المنطقة واعتداءات من جنود الاحتلال بحق المقاومين المدافعين عن الحي وبحق المرابطين في المسجد الأقصى، وأسباب زج ذلك الوصف لذلك الشعب له أسباب وإثباتات كثيرة، أهم أشكالها أنه ومنذ العام 1948 ما يزال الفلسطينيون متمسكين بأرضهم ولم تفلح كل أشكال التنكيل والإرهاب الإسرائيلي من احتلال فلسطين بالكامل.
ومن الأشكال الأخرى للقب الشعب المعجزة، الحجارة التي كانت في فترة لا بأس منها سلاح المقاومة الفلسطينية ليست أي مقاومة بل مقاومة أطفال فلسطين في الانتفاضة الأولى من ثمانينات العقد الماضي، الذين هم اليوم ينظرون إلى صورهم التي ما تزال حاضرة ليس في الذاكرة العربية فقط، بل أيضاً امتدت لألفية ال 21 فأطفال الحجارة كان وما يزال أيقونة لأشكال المقاومة ضد الاحتلال.

“الحاجة أم الاختراع” كذلك المقاومة في وجه الاحتلال أم الإبداع والابتكار، مثل الإبداعات الفلسطينية التي اقتحمت جدران المعتقلات الإسرائيلية، عندما ابتكر الأسرى الفلسطينيون طريقة جديدة لتطوير نسلهم وتحديداً النسل الفلسطيني من خلال تهريب نطف منوية يتم إيصالها لزوجاتهن في العالم الخارجي المحرومين منه، والنتيجة وجود فلسطيني على شكل كائنات حية جديدة رغم الاعتقال.
ابتكارات الشعب الفلسطيني المعجزة في صموده، منها ما تغير مع التطورات الحديثة ومنها من بقي حاضراً على مر العقود، مثل المشاهد التي نراها لمسنين فلسطينيين تعكس متى تشبثهم بأرضهم، كمسن يمر من أمام جنود الاحتلال ويشتمهم ويدعي عليهم بأن يندثروا وأن يرددوا معه كلمة آمين، أو كمسنة تحضن شجرة زيتون بيتها وتحيطها دبابات جنود الاحتلال التي تريد احتلال بيتها، أو كمشاهد للنساء المرابطات في المسجد الأقصى واللواتي تعكسن حكاية تروي العند الفلسطيني للدفاع عنه وطنه ذلك العند الذي غذاؤه الصبر.
ومن الابتكارات الجديدة التي ابتكرتها مدرسة المقاومة الشعبية الفلسطينية، وبدأت تلفت انتباه العالم ولها وجود قوي على مواقع التواصل الاجتماعي، الابتسامة الفلسطينية التي تقهر المحتل، هذه الابتسامة نشاهدها في صور شباب وشابات فلسطينيين أثناء عمليات اعتقالهم أو في جلسات محاكماتهم التي كثير منها تنطق بالحكم المؤبد.

“اضحك الصورة تطلع حلوة” يبدو أن بات شعاراً ضمنياً أو علنياً بين صفوف فئة الشباب الفلسطينيين بحيث يكون شعاراً ثابتاً مع لحظات اعتقالهم، أو ربما هو شكل جديد من أشكال المقاومة، فلا شيء ممكن أن يقهر المحتل أكثر من ضحكة تسخر من هزيمته أمام صمود الشعب الفلسطيني المعجزة.