بين الفراعنة والهكسوس.. متى زار أبو الأنبياء مصر؟

4 مايو 2021
بين الفراعنة والهكسوس.. متى زار أبو الأنبياء مصر؟

 

وطنا اليوم –  حظيت قصص الأنبياء باهتمام كبير من قبل صناع الدراما، حيث وجدوا فيها المنبع الأساسي لأحسن القصص فى تاريخ البشرية، ولعل من أهم تلك الأعمال الدرامية التى تناولت قصص الأنبياء، مسلسل “لا إله إلا الله” تلك الملحمة الأشهر فى تاريخ الأعمال الدرامية، والتى تم إنتاجها إبان فترة الثمانينيات.

 

ورغم مرور نحو ٤٠ عاما على عرضها، فإنها تحظى بمتابعة كبيرة خاصة بعد قيام قناة “ماسبيرو زمان” بإعادة عرض الجزء الأول من المسلسل الدينى “لا إله إلا الله”.

 

ويتناول الجزء الأول من المسلسل الذى شارك فيه نخبة من كبار الممثلين مصر قصة التوحيد فى مصر منذ عصر سيدنا إدريس – عليه السلام -، وقيام الملك خوفو بكتابة تعاليم سيدنا إدريس التى أخفاها فى نهر النيل قبل سيطرة الكهنة – حسب القصة الدرامية للمسلسل-، كما استعرض المسلسل قصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام- ودخوله مصر فى عهد الهكسوس ،ونضال المصريين لطرد الغزاة الهكسوس الرعاة المحتلين للبلاد.

 

بدوره يقول الدكتور شريف شعبان مسئول التنمية الثقافية بوزارة الآثار، إن البعض يعتقد أن النبي إبراهيم – عليه السلام- قد وصل مصر إبَّان الدولة الوسطى؛ حيث إنه هاجر وقومه جراء المجاعة إلى دولة منظمة يمكن أن ينعم فيها بالاستقرار والخيرات، وليس فترة تفكك مثل عصر الاضطراب الأول الذي سبق الدولة الوسطى.

 

وأوضح شريف شعبان مؤلف كتاب “اليهود فى مصر القديمة” فى تصريحات لــ”بوابة الأهرام ” إن بعض الأثريين يربطون بين زيارة النبي إبراهيم -عليه السلام- لمصر وما ظهر على جدران مقبرة خنوم حتب الثاني رقم (BH3) ببني حسن بالمنيا، حاكم الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر العليا، وهو المنظر الشهير المعروف بزيارة إبشا؛ حيث أُرخ هذا المنظر بالعام السادس من عصر الملك سنوسرت الثاني بالدولة الوسطى، وكان من المعروف وجود علاقات طيبة مستمرة بين قبائل الآسيويين ومصر، وكان ترحالهم إليها من أرض كنعان مألوفًا متعارفًا عليه، ولكن كان الجديد هنا هو توغُّل تلك القبائل في ترحالها حتى تصل إلى صعيد مصر وليس فقط الدلتا، وهو ما كان سبب فخر «خنوم حتب» ورغبته في تسجيل تلك الزيارة النادرة.

 

ويرى شريف شعبان مؤلف كتاب “اليهود مصر القديمة” أن منظر «إبشا» مع ربطه بالنبي «إبراهيم» غريبا فى حد ذاته، حيث نجد أن قدوم القبائل الآسيوية كان على ظهر الحمير وليس الجِمال؛ حيث إن الجمال لم تظهر في مصر سوى في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو على عكس ما ذُكر في التوراة من إهداء ملك مصر لـ إبراهيم -عليه السلام- لمجموعة من الجمال؛ لذا فإن النبي إبراهيم -عليه السلام- لم يأتِ إلى مصر بحثًا عن الطعام والمؤن فحسب، لكنه قد قدم لغرض مناظرة كهنة مصر ونشر رسالته السماوية، بعد ما وجد من تلك الأقوام التي تحكم مصر من فساد واستبداد وسفك دماء وانتشار للرذائل، وسمع عن حكمة الكهنة وجدالهم في أمر الرب.

 

وأضاف شعبان، أن النبي إبراهيم -عليه السلام- كان قد تكلم بلغة يجيدها أهل القبائل التي استوطنت مصر قادمةً من كنعان، وهو الموطن نفسه الذي جاء منه النبي، وليس لغة المصريين القدماء؛ لذلك استنتج أنه قد قدم إلى مصر مع نهايات الدولة الوسطى وبدايات عصر الهكسوس، أي نهاية وجود الدولة القوية وبدايات الانهيار السياسي والأمني، حين تحوَّلت الإدارة المصرية إلى أقاليم وإقطاعيات منفصلة وانتشرت الفوضى وعدم الانضباط على الحدود المصرية.

 

وأوضح شعبان، أن الربط بين الحقبة الزمنية لتواجد الأنبياء فى مصر القديمة لن ينتهى حتى الآن، حيث إن معظم الأثريين يرفضون الربط الزمنى وتحديده، حيث إن علم الآثار هو علم إنسانى يقبل الشك والجدال، وليس من العلوم الدينية، مؤكدا أنه من المتعارف عليه حتى الآن أن مصر القديمة لم تعرف التوحيد بالمعنى السماوي بمافيهم إخناتون الذي يصفه البعض بأنه كان أول الموحدين.