بقلم: الدكتوره هند جمال فالح الضمور
في كل مرة تتحدث فيها جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله ، يكون للكلمة صداها العميق وللحرف أثره البالغ. أما هذه المرة، فقد جاء الخطاب سياسيًا بإمتياز، جامعًا بين الصدق والوضوح والجرأة في الطرح، ومعبّرًا عن وجدان الأردنيين الذين يعيشون تفاصيل المرحلة بكل ما فيها من تحديات.
لقد كانت جلالتها، كعادتها، صريحة ومباشرة، تحدثت بلغةٍ قريبة من الناس، وبروحٍ وطنية عالية، جسّدت صورة الأردني الواعي الذي يعرف موقع بلده ومكانته، ويدرك أن الأردن، بقيادته الهاشمية، لا يساوم على ثوابته ولا يلين في الدفاع عن كرامته.
جاء الخطاب ليؤكد أن الموقف السياسي الأردني لا يتأثر بالضغوط، وأن ما يحركه هو المبدأ لا المصلحة، والحق لا المجاملة. كما حمل في طياته رسالة للداخل والخارج بأن هذا الوطن الصغير بحجمه، كبير بثباته ومواقفه وعدله.
في حديث جلالتها، كان الصدق الوطني أبلغ من السياسة، وكانت الإنسانية أعمق من الكلمات. إنها تحدثت باسم كل أمٍ أردنية، وكل مواطنٍ غيور، وكل من يرى في الأردن قيمةً لا تُقاس بموازين القوى، بل بموازين الشرف والعزة والكرامة.
لقد وضعت جلالتها النقاط على الحروف، وأوصلت رسائل واضحة لا تحتاج إلى تفسير، حين عبّرت عن نبض الشارع الأردني ووجدان قيادته في آنٍ واحد. إنه خطاب سيُكتب في الذاكرة، لأنه خرج من القلب ووصل إلى القلوب.






