الخبير موسى. الصبيحي
مضى على تأسيس الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي (16) سنة، وهي التي تأسّست من أجل خدمة المتقاعدين وأن تكون صوتاً لهم ومنبراً يتحدّث باسمهم، ويعبّر عن شؤونهم وشجونهم، وقصاياهم. وهي فكرة ممتازة إذا تم استثمارها بصورة صحيحة وفاعلة لخدمة المتقاعدين حاضراً ومستقبلاً.
أضع عدداً من العوامل التي تشكّل روافع حقيقية لنجاح مسعى الجمعية نحو أهدافها:
١) التعاون والتشاركية: وأعني الشراكة الفاعلة، وليس الشكلية، بين الجمعية ومؤسسة الضمان الاجتماعي، ولا تكون فاعلة ومنتِجة إلا إذا قامت على الثقة والتعاون والتنسيق بين الجمعية والمؤسسة لا على النديّة أو المناكفة. بما يقود حتماً إلى خدمة الصالح العام بوجه عام والمتقاعدين بوجه خاص. ويندرج تحت هذه الشراكة الكتير من البرامج والأهداف.
٢) الرؤية والبرامجية: فالجمعية معنيّة برسم خططها وبرامجها بعناية، وأن تعمل على تشكيل حزمة برامجية منبثقة عن رؤية واضحة؛ إين نحن ذاهبون وماذا نريد.؟
٣) التعريف والمعرفية: من المهم أن ينشط القائمون على الجمعية وضمن خطة واضحة على التعريف بالجمعية في المجتمع بشكل عام ويين متقاعدي الضمان بشكل خاص، فالغالبية العظمى من المتقاعدين ليست لديهم بمعرفة بوجود الجمعية أصلاً، مما يحتاج إلى جهود كبير للتعريف بها. وعلى الجانب الآخر الأهم، لا بد أن يكون القائمون على الجمعية على معرفة تامّة بتشريعات الضمان وسياساته ولديهم القدرة على مناقشتها وتقديم المقترحات والأفكار المدروسة والحوار مع المعنيين بشأنها، بهدف الوصول إلى قناعات وتوافقات تخدم جميع الأطراف بعناية وعدالة.
إن ما يمكن بناؤه تأسيساً على ما تم، هو وضع مسارات عمل محددة مرحلية للجمعية نابعة من فهم عميق ودقيق لمهامها ودورها حاضراً ومستقبلاً، وإدخال مفهوم الشراكة الفاعلة مع مؤسسة الضمان، وإطلاق حوارات موضوعية مُنتِجة بهدف الوصول إلى تفاهمات وتوافقات على القواسم المشتركة والمصالح العامة على الأقل، مما يعطي فُرصاً أكبر لرسم برامج عمل محددة الأهداف والنتائج، وتستطيع الهيئة العامة للجمعية من خلالها تقييم المرحلة والشخوص والنتائج، كما تضع كل طرف شريك في إطار دوره ومهامه.