وطنا اليوم:قال وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن «الدولة الفلسطينية لا تُمحى بالشعارات؛ بل بالأفعال»، في تعليق على موافقة الاحتلال الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) على مخطط «إي 1» لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية التي تفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية.
يشار إلى أن البناء هناك من شأنه أن يؤدي عملياً إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين: شمالي وجنوبي، ما يجعل من الصعب بشكل كبير، إن لم يكن مستحيلاً، تشكيل دولة فلسطينية متصلة جغرافياً
وصادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على خطة بناء استيطانية في المنطقة (E1) شرق القدس المحتلة، وتشمل بناء أكثر من 3401 وحدة سكنية، إضافة إلى إقامة مستوطنة جديدة باسم “عشآهل”، وتشمل إقامة 342 وحدة استيطانية ومبانٍ عامة.
وأشارت حركة “سلام الآن” إلى أن المصادقة على بناء استيطاني في E1 تمت بسرعة قصوى، وهذا مخطط “قاتل بشكل خاص لاحتمال سلام، ولمستقبل دولتين للشعبين، لأنها تقسم الضفة الغربية إلى قسمين وتمنع تطوير “ميترولين” بين رام الله والقدس الشرقية وبيت لحم”.
وأعلن المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الأسبوع الماضي، أن المخطط الاستيطاني في “E1” ربط فعليًا (مستوطنة) معاليه أدوميم بالقدس، ويقطع التواصل العربي بين رام الله وبيت لحم، ويُعدّ المسمار الأخير في نعش فكرة الدولة الفلسطينية.
وحاولت سلطات الاحتلال دفع هذا المخطط منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن من دون نجاح بسبب معارضة دولية، وبينها معارضة أميركية. وبعد عودته إلى رئاسة الحكومة، أوعز بنيامين نتنياهو بدفعه في عام 2012، وبعد ذلك في العام 2020، إذ تمت المصادقة على إيداع المخطط تمهيدًا لتنفيذه.
وأكدت “سلام الآن” أن مخطط E1 ينضم إلى آلاف الوحدات الاستيطانية التي صادقت عليها حكومة الاحتلال في العام الحالي، بهدف منع حل الدولتين.
وأضافت الحركة أنه منذ بداية عام 2025، دفعت سلطات الاحتلال بناء 24,338 وحدة استيطانية، من ضمنها مخطط E1.
ما هو المخطط الاستيطاني “E1″؟
وبحسب نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، صادقت حكومة الاحتلال، على مخطط “E1” الاستيطاني، الذي يحمل رقم (4/420) عام 1999، على أراضٍ تبلغ مساحتها 12,000 دونم، أعلنت معظمها “أراضي دولة”، وأصبحت فيما بعد تابعة لـمستوطنة “معاليه أدوميم”.
عام 2012، أقرت حكومة الاحتلال مخطط “E1” الاستيطاني، الذي يتضمن المخططات التالية:
مخطط رقم (2/4/420)، ويستولي الاحتلال بموجبه على (1350) دونما لإقامة منطقة صناعية شمال غرب المنطقة المصنفة E1.
مخطط رقم (9/4/420) ويستولي الاحتلال بموجبه على (180) دونما لإقامة مقر لشرطة الاحتلال، وقد تم تشييد المقر المذكور بهدف توسيع مناطق الاستيلاء.
مخطط للاستيلاء على مساحة (500) دونم من أراضي عناتا وشعفاط لإقامة مكب نفايات على أن يتم تحويلها لاحقًا لحديقة عامة للمستوطنين.
ثلاثة مخططات تفصيلية للبناء، وهي: مخطط (10/4/420) لبناء 2176 وحدة استيطانية، ومخطط (3/4/420) لبناء 256 وحدة استيطانية إضافة إلى 2152 غرفة فندقية، ومخطط (7/10/420) لبناء 1250 وحدة، وآخر لإقامة حديقة توراتية إلى الشمال الغربي من المخطط المذكور.
إضافة إلى ما ذكر أعلاه، هناك مخطط استيطاني آخر، لتنفيذ ما يسمى طريق نسيج الحياة، الذي تم إنجاز جزء منه قرب جدار الفصل والتوسع العنصري الواقع شرق عناتا وصولًا إلى الزعيم، والجزء الآخر منه يقترح إنشاؤه ابتداء من الزعيم وصولًا إلى العيزرية، ويهدف إلى خدمة تنفيذ وتطوير مخطط البناء في المشروع المذكور، إضافة لكونه مقترحًا مستقبليًا لتحويل طريق القدس العيزرية ومنع المواطنين الفلسطينيين من استخدامه.
أهداف المخطط الاستيطاني:
عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وقطع التواصل الجغرافي والسكاني بين القدس والتجمعات الفلسطينية وتقويض إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وتحويلها إلى جيوب تخضع في حركتها لسلطة الاحتلال.
توسيع حدود القدس الشرقية من خلال ضم تكتل معالي أدوميم الاستيطاني لها.
طرد وتشريد سكان التجمعات البدوية مرة أخرى من أراضيهم.
زيادة عدد اليهود في القدس على حساب المواطنين الفلسطينيين الأصليين، خاصة بعد إخراج تجمعات فلسطينية مثل كفر عقب وعناتا وشعفاط.
ترحيل قسري للبدو من أجل تنفيذه
عملية التهجير القسري للبدو ليست جديدة، بل هي تتابع لعمليات حصلت عام 1948 وعام 1967 من النقب بداية ثم الأغوار بحجج واهية، كإعلانها مناطق عسكرية مغلقة.
وتسعى سلطات الاحتلال لتهجير 46 تجمعًا بدويًا في السفوح الشرقية والأغوار (جرى تهجير جزء منها بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023) من أجل تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية وتفريغ الحدود الشرقية من الوجود الفلسطيني، والبالغ مساحتها زهاء مليون دونم.
وقد سعت سلطات الاحتلال خلال السنوات الماضية إلى إيجاد بدائل لنقل البدو إليها مثل منطقة “الجبل في العيزرية والنويعمة وفصائل الوسطى في أريحا”، لكن صمود المواطنين في تلك التجمعات حال دون تنفيذ هذه المخططات.
عزل القدس الشرقية عن الضفة والمس بالتواصل الجغرافيّ بين الشمال والجنوب
وبحسب مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بيتسيلم”، سيؤدّي تنفيذ مخططات البناء في منطقة E1 إلى خلق تواصل عمرانيّ بين مستوطنة معاليه أدوميم وبين القدس، وسيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أجزاء الضفة الغربية، وسيمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.
إن تشييد المستوطنات في المناطق الخاضعة للاحتلال يخالف أحكام القانون الدوليّ الإنسانيّ التي تحظر نقل سكان الدولة المحتلة إلى المنطقة الخاضعة للاحتلال، كما تحظر إجراء تغييرات دائمة في داخل المنطقة الخاضعة للاحتلال. كما أن تشييد المستوطنات يؤدّي إلى المسّ بسلسلة من حقوق الإنسان الخاصة بالفلسطينيين، كطرد التجمّعات السكانية البدوية التي تعيش في هذه المنطقة اليوم.
من هو المتضرّر من هذا المخطط؟
يحمل تنفيذ مخطط البناء في منطقة E1 عواقب كبيرة متوقعة على المواطنين في الضفة الغربية برُمتها، فالقدس ملاصقة لأضيق منطقة في الضفة الغربية والتي يصل عرضها إلى 28 كيلومترًا فقط. وسيؤدّي البناء في منطقة E1 إلى تقليص الرواق الضيق أصلًا الذي يربط بين جنوب الضفة وشمالها، كما أن تقطيع الحيّز سيصعّب جدًا من إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافيّ.
المناطق التي تقوم عليها جميع المستوطنات معرّفة على أنها منطقة عسكرية مغلقة، إلا أن هذا المنع لا يُطبّق في غالب الحالات إلا بما يخصّ مناطقها العمرانية. وسيؤدي تطبيق المخطط إلى بقاء الأراضي الفلسطينية الخصوصية كمُسوّرات في نطاق المخطط، وبالتالي إحاطتها بمنطقة مستوطنات عمرانية، وثمة تخوّف من عجز أصحاب هذه الأراضي عن الوصول إليها وزراعتها.
البناء في منطقة E1 سيحيط بالقدس الشرقية من جهة الشرق وسيرتبط بالأحياء الإسرائيلية التي أُقيمت شمالي البلدة القديمة.
القدس الشرقية هي جزء من الضفة الغربية وشكّلت في السابق مركزًا حضريًا لمواطني الضفة، إلا أن المنع الذي فرضته إسرائيل على دخول المواطنين الفلسطينيين إلى المدينة أدّى إلى نشوء قطيعة مفتعلة بين المدينة وبين سائر أرجاء الضفة، هذه القطيعة ستتعمق وتزيد مع تطبيق المخططات في منطقة E1.