مطالب بخطة وطنية شاملة لمجابهة التغير المناخي‏ في الأردن

2 يوليو 2025
مطالب بخطة وطنية شاملة لمجابهة التغير المناخي‏ في الأردن

وطنا اليوم:مع دخول فصل الصيف رسميا عبر الانقلاب الصيفي، شهد الأردن خلال الأيام الماضية تقلبات جوية غير مألوفة، تمثلت في تفاوت حاد بدرجات الحرارة بين أيام شديدة الحرارة وأخرى أكثر برودة مما اعتدنا عليه.
هذه الظواهر المناخية المتقلبة فتحت باب التساؤل واسعا حول ارتباطها بالتغير المناخي العالمي، وهو ما أكده المدير التنفيذي لجمعية البيئة الأردنية، الأستاذ معن نصايرة.

التغير المناخي: ظاهرة عالمية بتأثيرات محلية
يعرّف نصايرة التغير المناخي بأنه تحول طويل الأمد في أنماط الطقس ومتوسط درجات الحرارة على كوكب الأرض، موضحا أن هذا التغير قد يكون طبيعيا أحيانا، نتيجة لنشاطات جيولوجية مثل الانفجارات البركانية أو التغير في نشاط الشمس. إلا أن العامل البشري بات اليوم هو المحرك الرئيسي لهذا التغير، خصوصا من خلال حرق الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز) وما ينتج عنه من انبعاثات للغازات الدفيئة.
وأشار نصايرة إلى أن تجاوز حرارة الأرض لحدود 1.5 إلى 2 درجة مئوية فوق المتوسط العالمي يشكل تهديدًا مباشرا على أنظمة الحياة، ويقود إلى موجات حر وجفاف، وارتفاع مستويات البحار، وزيادة في الكوارث الطبيعية.

مظاهر التغير المناخي في الأردن
أوضح نصايرة أن الأردن لم يعد بمنأى عن هذه التغيرات، مشيرا إلى مظاهر واضحة مثل، “موجات الحر الطويلة والمتكررة التي لم تكن معتادة في البلاد، تراجع معدلات الأمطار وتأخر مواسمها، حيث أصبحنا نشهد هطولات مطرية في أشهر متأخرة من الشتاء، خلط واضح بين الفصول، إذ لم يعد التمييز بين فصلي الصيف والشتاء واضحا كما في السابق”.
هذه التغيرات المناخية، وفق نصايرة، تترك تأثيرا بالغا على القطاعات الحيوية، وخاصة المياه والزراعة والطاقة، إذ أن الأردن من أفقر دول العالم مائيا، وتراجع الهطول المطري يهدد الأمن المائي والغذائي.

كيف نواجه التحدي؟
أكد نصايرة على “ضرورة وجود خطة وطنية شاملة لمجابهة التغير المناخي”، تشمل جميع القطاعات من زراعة وطاقة ونقل وصحة وسياحة. ودعا إلى تبني تقنيات زراعية مقاومة للجفاف، وتحفيز استخدام الطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات الغازية، والحد من استخدام الأسمدة الكيميائية، وتشجيع الزراعة العضوية.
وأشار إلى جهود جمعية البيئة الأردنية بالتعاون مع وزارة الطاقة وصندوق تشجيع الطاقة المتجددة، لتوفير الإعفاءات والدعم الفني للمواطنين في استخدام الخلايا الشمسية والسخانات الشمسية، مؤكدا أهمية مشاركة جميع المؤسسات والأفراد في التصدي لأثر التغير المناخي.
يشار إلى أن تقرير لـ “المعهد العالمي للموارد”، نشر عام 2023 اظهر وجود الأردن في قائمة الدول التي تعاني من إجهاد المياه، في ظل ارتفاع الطلب على المياه، حيث تفوق نسبة الإجهاد المائي 80 بالمئة، بسبب التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تقليل حجم الإمدادات المائية المتاحة واستنزاف مواردها.
وفي إطار الحلول، أطلقت وزارة الشباب برنامج “توظيف التكنولوجيا الحديثة للحد من تداعيات التغير المناخي لعام 2025″، كما نظمت سلطة وادي الأردن ووزارة المياه وعديد المؤسسات الخاصة والأهلية، ورش عمل وندوات، لمناقشة سبل حماية الموارد المائية في الأردن وتعزيز الجهود الوطنية في مواجهة التحديات المتصاعدة في قطاع المياه. ودعت لجان نيابية في أكثر من مرة إلى تبني سياسيات تحد من تأثيرات التغير المناخي، وتضمين محور البيئة والتغير المناخي في الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية. وقد شارك الأردن في كثير من الاتفاقيات الدولية بهدف التكيف والحد من آثار التغير المناخي في المملكة والعالم عبر مشاريع وزارة البيئة.