قصف العديد: إيران تُسقط الهيمنة وتُعيد رسم خرائط الشرق الأوسط

54 ثانية ago
قصف العديد: إيران تُسقط الهيمنة وتُعيد رسم خرائط الشرق الأوسط
 بقلم: عوني الرجوب         باحث وكاتب سياسي
حين تتكلم القوة بصوت مرتفع، تُكمم الأفواه وتُسقط الحسابات القديمة.
ولعل قصف إيران لقاعدة “العديد” الأمريكية في قطر لم يكن مجرد فعل عسكري، بل إعادة تعريف للهيمنة في الشرق الأوسط، وضربة في عمق نظرية الردع الأمريكية – الإسرائيلية.
لقد كسرت طهران هيبة الجغرافيا الأمريكية في الخليج، وأعادت ترتيب أولويات حلف “الهيمنة الثلاثي” (أمريكا – إسرائيل – الخليج)، وفرضت معادلة جديدة:
إما انسحاب تدريجي… أو حريق شامل دون خطوط حمراء.
 إيران تتجاوز الاختراق… وتضرب من قلب الأزمة
رغم ما واجهته طهران من اختراقات أمنية واستخباراتية إسرائيلية عميقة:
•اغتيال قاسم سليماني، ومحسن فخري زادة.
•ضرب منشآت نووية وموانئ.
•شبكات تجسس داخل الداخل الإيراني…
لم تنهَار.
بل عادت أكثر تماسكًا، وأدارت الرد بهدوء استراتيجي لافت، فقصفت “العديد” في رسالة مزدوجة:
الرد على الهيمنة.
كسر احتكار القوة.
فكيف لو كانت المعادلة معكوسة؟
لو اخترقت إيران الأمن الإسرائيلي بهذا العمق، لكانت تل أبيب أعلنت هزيمتها من أول صاروخ، وارتد جيشها إلى الخلف، واختبأ قادتها في الملاجئ كما اختبأوا فعليًا هذه الأيام، حين أجبرتهم إيران على الاحتماء من الضربات كـ”الجرذان” في الأنفاق والملاجئ.
 من وعيد ترامب… إلى ذل الواقع
بالأمس ، كان ترامب يهدد ويقول:
“لو هاجمت إيران مصالحنا سنمحوها من الخريطة.”
وكان نتنياهو يتوعد ويهذي:
“سنجعل إيران ذكرى من الماضي.”
لكن صاروخًا إيرانيًا واحدًا على “العديد” كان كافيًا لتبديل المواقف:
•أمريكا تسارع إلى المطالبة بخفض التصعيد.
•إسرائيل تبحث عن مخرج مشرف.
•الخليج يلزم الصمت الاستراتيجي.
فما بالك لو أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على جميع القواعد الأمريكية في المنطقة؟
الجواب واضح: لن تبقى للهيمنة الأمريكية قدمٌ راسخة، وسيسقط الردع الإسرائيلي بالكامل.
 إسرائيل تتعرّى أمام العالم
الضربات كشفت هشاشة “الجيش الذي لا يُقهر”، فإذا به يتقهقر أمام مسيرات وقذائف دقيقة، وأمام شبكة مقاومة غير نظامية.
أثبتت الأحداث أن إسرائيل:تعرت امام العالم
•لا تصمد دون الحماية الأمريكية.
•ولا تملك الإرادة لخوض حرب استنزاف.
•ولا تجرؤ على المجازفة بوجودها حين تتحرك طهران.
إنها “قوة زجاجية” تتكسر سريعًا، مهما رفعت من شعارات القوة.
وبغياب المظلة الأمريكية، تتداعى إسرائيل أمام أي مواجهة مفتوحة.
🇵🇸 غزة… من رماد الحصار إلى طاولة المفاوضات
اما غزة، التي ظنّوا أنها ستُكسر إلى الأبد، تحوّلت اليوم إلى ورقة دولية صلبة. ومن رماد الحصار إلى طاولة المفاوضات 
السؤال اليوم:
هل تكون غزة جزءًا من مفاوضات أمريكية – إيرانية سرية؟
المقاومة أثبتت أنها طرف قادر على تغيير المعادلات، لا مجرد حالة إنسانية يُتصدق عليها.
وإن قبلت واشنطن بطهران على الطاولة، فلن تستطيع تجاهل غزة التي كسرت إسرائيل بالصبر والمفاجأة.
 نتنياهو وخريطة الشرق الأوسط… الوهم المكسور
منذ أكثر من عقد، روّج نتنياهو لمشروع “الشرق الأوسط الجديد”:
•شرق ممزق.
•تطبيع عربي.
•مقاومة بلا أنفاس.
•تحالف عبري مع بعض دول عربيه  ضد إيران.
لكن ما الذي حدث؟
•تحطمت أحلامه على صخرة غزة وبيروت وصنعاء وطهران.
•تقوّت إيران.
•تعرّت إسرائيل.
•وتخلخل موقف دول عربيه معروفه لدى الجميع.
بات نتنياهو الآن رجلًا مرتبكًا يحتمي بخطاب الخطر الوجودي، بعد أن فشل مشروعه قبل أن يكتمل.
نعم، فالمعركة ليست فقط فيما حدث… بل فيما هو قادم: من سيناريوهات لم تكشف
•هل تتخلى أمريكا عن الشرق الأوسط تدريجيًا؟
•هل تتقدم الصين وروسيا لسد الفراغ؟
•هل تتحرك تركيا، قطر، ومصر لصياغة محور جديد؟
•هل تتحول إيران من قوة ردع إلى قوة ترتيب سياسي وإقليمي؟
كل الاحتمالات مفتوحة.
لكن المؤكد أن الشرق الأوسط ما بعد “العديد” ليس كما كان قبله.
من يمتلك النار… يفرض شروط الطاولة
لقد أثبتت إيران أن:
•الصواريخ الدقيقة تتكلم لغة يفهمها الخصوم أكثر من أي دبلوماسية.
•أن من يصبر طويلًا، يغيّر الخارطة.
•وأن من يملك الإرادة، قد يهزم من يملك كل التكنولوجيا.
اليوم، واشنطن تطلب الهدنة، وتل أبيب تصرخ من تحت الأرض،
وغزة تحيا رغم الأنقاض…
بينما طهران تكتب التاريخ على أجنحة الطائرات المسيّرة. والصواريخ التي هزت كيان العدو
القادم سيوضح كل التفاصيل دون أن نتسرع  في الحديث عنه بسردية كامله ٠