طلاسم مضرية

2 فبراير 2021
طلاسم مضرية

بقلم : سهل الزواهره

تبا للتنظير المشبوه المنتفخ تذللا ، تبا للخيال المضلل الواهم الموهم، تبا لكل راقص ثمل ماجن اتخذ هموم النسل و الحرث مسرحا لرقصته الحالمة المتخمة رياء و تمايلا ، تبا لكل مزين حذق يساهر القمر و نجومه فقط متأملا بنزع نفاقية تمجيدية صفراء ليحولها الى تسريحة يحوز فيها درجة أو كيلا من مديح أو أنفا من ناقة ، تبا لكل تاجر سراب يسوقه لكل ظامىء كأنه نهر من أنهار الفردوس الموعود، و يسك ألف ألف يمين على تذهيب دنانير شريعته المزورة ، شريعة المصلحة و الكذب و الدنس .

في هذه الأيام اللاكريمة و التي اختلطت حوابلها بنوابلها و تصدر منابرها المدجنة أحط العقول أفقا و حازت منافعها أشد القلوب زيغا ، يغدو غير مستغرب أخذ ناصية الأمور بعيدا عن فكرتها الأصيلة و هي ” أين نحن ؟ و ما هي حصون مناعتنا للبقاء و السير قدما للأمام ؟”.

أقلام مداد حبرها يفيض نفاقا كألف دجلة وألف فرات، تلبس على الناس التاريخ و السير و تتواطىء مع المتحكم فلا بأس لديها من حلف مع مغول على جسد بغداد المصلوب بل و تجمع الحطب لحرق حضارتها، أو تخنع للمجوس ونارهم على شرف دمشق و غوطتها أو تتفرنس و تبيع أرواح الشهداء مقابل تكريم خط بلغة المحتل ، أو تستدفىء في حضن أورشليم و تشرع الأرض و تفتح الفضاء لتسويق صهيون و تمكين تجارته المعقودة على أرض المعراج المسلوبة، و تتلاعب بالمصطلحات العرجاء كقطة لعوب تحرك كرة صوفها الأرجوانية أمام سيدها لتحوز منه ابتسامة أو ربما يسعفها الحظ فيمسح بيده المباركة على جسدها المشبع أنانية و قفزا .

ألسنة بيضاء احترفت التلميع لأسيادها و اتخذته حرفة النهار و في الدجى تجدها سوداء حادة تسلق المخالف و تطهو التهم و تكيفها تكييف ترزي لا يهمه قياس و لا طول و لا عرض ، فقط ألبس مخالفك ثوبا ، أي ثوب و حرض سفهاء القوم عليه و افتح لهم مخازن العصي و الحجارة اسلحة للرجم و الترويض .
عقول لا تجود أفكارا من أب شرعي و لا تلد إبداعا إلا ما يوافق ارتقاء ذلك السلم الإلهي زورا ، سلم الملأ ، سلم دنياه قد يعلو صاعده و لكن آخرته فيها وعد بدرك نؤمن به و ننتظره .

و تستمر معركة الحق الضعيف متشحا بالإيمان بمواجهة النفاق المتزر بالبطش والتخوين والتلون، و يسقط من هنا و من هناك قرابين لن يلحظ غيابها لاحظ و لن يذكرها ذاكر ، لكن ربما يسعف أهل الحق دواة مخفية مع ريشة ناجية فتخط في غفلة من عيون الزبانية المرتشين طلاسم مهلهلة، سيراها الأسباط من بعدنا دون أن يعوها، رموز ثمانية ربما أسعفنا الحظ الغائب فقام لها شامبليون شرقي لوحت الصحراء جبهته ليفك رموزها ويحيلها حروفا مضرية صارخة في غضب مرددة بصخب : إذا الشعب ….. .