الروائي نائل العدوان: سيرة تختلف عن جميع السير التي تسنّى لي قراءتها

13 أكتوبر 2021
الروائي نائل العدوان: سيرة تختلف عن جميع السير التي تسنّى لي قراءتها
الروائي نائل العدوان
مذكرات الصديق محمد داودية (مِن الكَسّارة الى الوزارة) هي سيرة تختلف بمكنونها ومحتواها ولغتها عن جميع السير التي تسنّى لي قراءتها سابقاً، لست مجاملاً ولا ناقداً إن قلت إنّني قرأت تحفة أدبية تتراقص فيها الحروف والكلمات فرحاً وبهجة.
مخطوطٌ بلغته الفذة وتراكيبه السردية، يقترب من منحى الرواية السردية، يتقد بفصاحة الراوي الذي يمازج بين جنس القص والرواية، بل والشعر أحياناً، يعرّج فينا على متاهات الحصافة واللغة المتماسكة، يحاور مرة على دفة الأدب الساخر الذي يظهر في ثنايا القصص، ومرة بين تضاريس الأردن وقراها، والدول التي زارها كسفير متمرس تعلّم الدبلوماسية على أيدي الكبار، واقتعد مجالسهم واجتماعاتهم.
(النشمي) كما أسماه الملك الحسين، نشمي يعشق ثرى الأردن وسماءها، بل هو حافظ في سيرته لكلّ أهلها، من أقصى الشمال وحتى الجنوب.
يعترف النشمي بأحداث دقيقة وجريئة حدثت في معترك حياته بلا تزلف أو تصنع، فمِن عامل يرفع الحجر في كسّارة إلى سفير ثم وزير، وهو لم يغيّر روح النشمي فيه بتواضع تعامله ولغته، التي جمّلتها البساطة وقرّبتها من القلوب.
مبارك سلفاً لك أبا عمر هذا الإنجاز الحقيقي، النشمي الأديب الذي نحبّ ونعتزّ به.