- لماذا تقبل العشائر بعض الحزبيين وتنكر هذا القبول على اخرين
- مرشحات حزبيات يمكن ان يضعن قدم في مجلس النواب
- احزاب تتستر خلف العشائرية واخرى افصحت عن مرشحيها بشكل مباشر
- الاحزاب الاسلامية والقومية تدفع باتجاه انتخاب مرشحيها العشائريين
- هناك حزاب لا تملك القدرة على الظهور العلني
- 10 احزاب ترمي بثقلها في الشارع البلقاوي، منها حزبين اعتمدت على قوائم خاصة بها، العمل الاسلامي، والوطني الاردني
وطنا اليوم – كتب محرر الشؤون الحزبية – ما الذي جعل القبيلة هي المرجعية للاحزاب السياسية العاملة في الاردن؟، وما الذي يجعل احزاب مثل العمل الاسلامي والوسط الاسلامي ان تتشبث بالعشائرية من اجل كسب المزيد من النجاحات؟، وهل تحولت بعض الاحزاب من البرامجية الى القبيلة لعلمها ان برامجها لا يمكن ان تجلب لها التقدم.
في هذا التقرير سنقرأ الثقل العشائري للاحزاب السياسية في الاردن وسنبدأ في محافظة البلقاء كنموذج حي على واقع مرير تعيشه الاحزاب، ونتناول حيثيات الترشح لدى كل حزب وواقع وفرص الحزب في هذه المنطقة الهامة في الاردن.
ونبدأ مع حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يعتمد في صراعه الانتخابي في البلقاء بالدرجة الاولى على مجمع انتخابي يصل الى 50 الف صوت وهو مخيم البقعة، هذا الحزب يعمل بكل طاقاته على دراسة منابعه ومنافذه ففي البلقاء نجد ان جميع مرشحيه هم من الثقل بمكان بحيث يحققون له تطلعاته، ولكن في نفس الوقت لم يغفل الحزب ان يكون من اقطاب اكبر العشائر البلقاوية مرشحين له بين ثنايا قوائم البلقاء ( حامد الرحامنة) الذي يساهم في امتلاك قاعدة عشائرية تصل الى 1500 صوت، واسماعيل ابو رمان الذي ترشح ضمن قائمة اصلاح البلقاء، اذا فالاعتماد ياتي هنا ضمن اطار التنوع على غير عادة الاحزاب الاخرى.
وعند الحديث عن حزب الوسط الاسلامي فان الحزب الذي نوع في قوائمه ارتكز بالدرجة الاولى على الثقل العشائري فعلى سبيل المثال تمثلت عشائر البلقاء والسلط تحديداً في قوائم الحزب وهي القوائم شهدت تحالفاً مع العديد من العشائر البلقاوية والسلطية مثل تحالف الحزب مع عشيرة الفواعير من خلال على الواكد الفواعير والذي يعتبر واحد من اربعة مرشحين من عشيرة الفواعير، وتملك هذه العشيرة ما يقارب الـ 6 الاف صوت ونيف، ولكن الحديث هنا يدور حول كيف ان حزب الوسط الاسلامي مثله مثل غيره يستنهض العشيرة من اجل ايصال مرشحه الى مجلس النواب مع العلم هناك قواعد انتخابية باسم العشيرة تنفر من الاحزاب لا بل انها تدعي ان الحزب امر معيب، فكيف اذا لحزب بحجم الوسط الاسلامي ان يضع ثقته في مرشح عشائري غير مأمون الثقل العشائري ومع كل الاحترام للسيد المرشح وللحزب الا اننا نتحدث عن رؤية الشارع والعشيرة والقبيلة للحزب لهذا فقد عمد الحزب كغيره الى اخفاء وجود مرشحه كمرشح حزبي من اجل الثقل العشائري، وهذا يدل على ان الحزب مقتنع تماما بفكرة ان الناس لا زالت لا تؤمن بالعمل الحزبي، وكذلك الامر بالنسبة لفضية ابو قدوره ومحمد العلاقمة ومحمد العلوان.
وعند الحديث عن الاحزاب القومية على سبيل المثال نجد ان حزباً مثل حزب البعث العربي الاشتراكي استعان بعشيرتي الدباس والشعار من اجل الثقل العشائري الذي يمثلانه فالدبابسة يملكون ثقلاً عشائرياً يصل الى 2500 صوت، لذلك ارتأى الحزب ان يتحالف مع قوى عشائرية ايضاً لضمان تدفق الاصوات لمرشحه.
حزب تواد ايضاً يسير على نفس النهج، لذلك تجده يطرح مرشحين يمتلكون قواعد عشائرية مثل عبدالله الرحامنة وبسام الخليفة، وكذلك الحال بالنسبة لحزب الاتجاه الوطني الذي رشح محمد الكايد، وحزب جبهة النهضة الوطنية الذي رشح كمال حياصات، وحزب العدالة الاجتماعية الذي رشح موسى الجعارات.
سردت ما سردت كمثال حي وواقعي من احدى المحافظات ذات الثقل العشائري، واردت من خلال ذلك ان ابين ان الاحزاب لا زالت تتغطي بالعشائر، ولكن ماذا عن الحزبيين الاخرين الذين رفضت احزابهم الافصاح الرسمي عنهم كمرشحي احزاب بينما هم ينضوون تحت الويتها، ويرفعون شعار العشائرية من اجل الوصول الى مقعد نيابي.
والان دعونا ننطلق الى باب اخر يفتح على مصراعيه ولعلها مناسبة ان نشير الى نقطة غاية في الاهمية وهي : هناك من يقبل المرشح الحزبي، الى هنا الامر طبيعي ولكن هذا الذي يقبل المرشح الحزبي الفلاني يرفض مرشححزبي آخر بدعوى انه لايؤمن بالاحزاب، اعتقد انها معادلة صعبة التفسير، كيف تقبل بسين من الناس من الحزب الفلاني وتقف الى جانبه وتدعمه بينما انت ترفض صاد من الناس لانه حزبي.
وماذا المراة الحزبية في نفس المحافظة، وهل هي مقبولة، وما رصدته خلال الاسابيع الماضية يقول ان المراة الحزبية تقف في الصف الاخير بين المترشحين من كافة الاطياف العشائرية والحزبية والسياسية، وهنا نلقي الضوء على الحزبيات اللواتي ترشحن في البلقاء عن الاحزاب السياسية، ونبدأ بمرشحة حزب جبهة العمل الاسلامي، وهنا نجد مفارقة غريبة نوعاً ما، الحزب اعترف بها كمرشحة حزبية تتبع حزب الجبهة في قائمة الاصلاح، بينما لم يعترف بها في كشوفات وزارة التنمية السياسية وهنا اقصد السيدة الفاضلة خضرا النويهي، اما بالنسبة لحزب الوسط الاسلامي فقد اعترف بفضية ابو قدورة في كشوفات وزارة التنمية السياسية الا انه وضعها في قائمة اخرى غير تلك التي ترشح فيها على سبيل المثال مرشحه الابرز في البلقاء على الكايد الفاعوري او قائمة محمد الفلاح العلوان.
وهناك ايضاً الحزب الوطني الاردني الذي استنهض عشائرية الاعلامية المعروفة ديمة الفواعير وهب الي تملك رصيداً كبيراً في الشارع البلقاوي الانه انه اعترف بها كمرشحة للحزب في كشوفات الوزارة ورشحها بشكل مباشر ضمن قائمة مخصصة للحزب، واثبت بذلك ان مرشحته تمتلك القدرة على تطويع الشارع البلقاوي من خلال رفع مقدار الثقة بالاحزاب واعطاء الحزبيين جرعة هائلة من التمترس خلف الحزب بالدرجة الاولى، ايضاً يمكن القول بأن حزب الاتحاد الوطني والذي رشح نور الرشدان اعتمد على عشائريتها ولكنه لم يرشح غيرها وبالتالي كان مضطراً لترشيحها في قائمة تضم ثقل عشائري قوي.
حزب تواد وجد في ناهد الدميري ابنة مخيم البقعة فرصو مناسبة للانقضاض على الكوتا النسائية من باب الشعبية التي قد تكون هذه المرشحة تتمتع بها، ولكن هناك من يقف لها بالمرصاد سواءا في المخيم او خارجه فالتنافس على الكوتا كما هي المؤشرات لن يخرج عن ثلاثة سيدات هن ديما الفواعير، وفضية ابو قدورة، وامنة العلاقمة، اذا ما استثنينا خضرا النويهي التي يتوقع ان تحصد مقعد تنافس.
حورية الامير ايضاً هي مرشحة حزب المؤتمر الوطني الاردني زمزم، وهي ايضاً ترشحت منخلال قائمة تضم مرشحي الحزب بتحالف مع قوى شعبية عشائرية، فيما اختار حزب احرار الاردن وسيلة الزعبي وهي من عشيرة كبيرة في السلط لتكون مرشحته ضمن قائمة اصلاح البلقاء معتمداً بذلك على ثقلها العشائري.
كان من الضروري والحديث عن الاحزاب ان نتحدث عن الثقل العشائري لمرشحي الاحزاب من جهة وعن قبول بعض الحزبيين ورفض اخرين من قبل الشارع البلقاوي من جهة اخرى لنضع اول حرف على سطر ما يمكن ان نقول عنه الشعبوية العشائرية الحزبية.