وطنا اليوم:في أحدث تصريحاته المثيرة حول كورونا، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن إصابته بالفيروس كانت “نعمة من الله”، مبرراً ذلك بأنها “عرضته لعلاجات تجريبية تعهد بتوفيرها بالمجان لكل الأمريكيين”.
تصريحات ترامب التي جاءت في مقطع فيديو نُشر عبر حسابه الرسمي على تويتر، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي جاهداً لإعادة تنشيط حملته الانتخابية المتعثرة، وذلك بعد يومين من خروجه من مستشفى والتر ريد العسكري، وقد أكد مراراً أنه يشعر بأنه على ما يرام حتى الآن في رحلة تعافيه من مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، فيما لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس لا يزال حاملاً للفيروس في ظل تصريحات طبية متضاربة.
قال ترامب خلال حديثه في الفيديو المسجل: “أعتقد أن إصابتي به (كورونا) كانت نعمة من الله، كانت نعمة غير ظاهرة”، مشيراً إلى أن “الفضل في شفائه يعود لأدوية شركتي “ريجينيرون” و”إيلي ليلي آند كو”، والتي يرغب في جعلها متوفرة على نطاق واسع، ومجاني للأمريكيين.
العودة للبيت الأبيض: يأتي هذا الفيديو بعد عودة الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض وهو ما أثار الكثير المخاوف لدى الموظفين من عدم شفائه التام، إلا أن مسؤولاً بالبيت الأبيض قد صرح بأن ترامب دخل المكتب من الحديقة الوردية لتجنب المرور عبر أروقة البيت الأبيض واحتمال اختلاطه بآخرين.
ويمكث ترامب في مقر إقامته بالبيت الأبيض منذ التسجيل المصور الذي بثه بعد عودته من مستشفى والتر ريد العسكري في طائرة هليكوبتر منتصف ليل الإثنين.
اختفاء الأعراض: طبيب ترامب، شون كونلي، أكد في بيان أن الرئيس الأمريكي الذي سيواجه المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني لم تظهر عليه أعراض كوفيد-19 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
حيث أكد كونلي، في بيان، أن ترامب لم يشكُ من الحمى لأكثر من أربعة أيام ولم يحتج أو يتلق أي أكسجين إضافي منذ دخوله المستشفى، مضيفاً أن فحص ترامب الجسدي والمؤشرات الحيوية “لا تزال جميعها مستقرة وفي النطاق الطبيعي”.
حملة انتخابية متعثرة: فيما ذكر مستشارون أنه على الرغم من مرضه، يبحث ترامب عن طرق لإيصال رسالته الانتخابية وتقليص تقدم بايدن في الولايات الحاسمة.
كما أكدوا مناقشتهم فكرة تدعو لإلقاء ترامب خطاباً وطنياً في حين يجري بحث إلقاء خطاب آخر أمام الناخبين من كبار السن، الخميس.
يقول مساعدون إن ترامب يتعجل العودة إلى الحملة الانتخابية ويصر على المضي قدماً في المناظرة المقبلة في 15 أكتوبر/تشرين الأول في ميامي، لكن بايدن قال الثلاثاء إنه لن يشارك إذا لم يكن ترامب قد تعافى بالكامل من الفيروس.
كما أدت موجة من الإصابات في البيت الأبيض بين كبار مساعدي ترامب ومعاونيه في المكتب الصحفي إلى خلو الجناح الغربي، الذي يوجد به المكتب البيضاوي، تقريباً. وقالت شبكة “إيه.بي.سي نيوز” إنها أحصت 23 إصابة بكوفيد-19 في البيت الأبيض حالياً بمن فيهم ترامب وزوجته ميلانيا.
وحاول ترامب استخدام إصابته بالفيروس لتحقيق مكاسب سياسية، إذ خرج على نحو درامي في وقت الذروة من مستشفى والتر ريد العسكري الإثنين وخلع الكمامة أمام الكاميرات عند عودته إلى البيت الأبيض.
وصور نفسه على أنه رجل انتصر على المرض وأصبح أقوى من ذي قبل. وقال في تغريدة تعرضت لانتقادات واسعة النطاق “لا تخافوا من كوفيد. لا تدعوه يهيمن على حياتكم”.
لكن تعامل ترامب مع الفيروس منذ أن بدأ في الظهور في وقت مبكر هذا العام قوبل بتشكك عميق من الأمريكيين الذين أخبروا منظمي استطلاعات الرأي بأنه قلل من شأن الكارثة، ولم يفعل ما يكفي للقضاء عليه وفشل في التعبير عن تعاطفه مع أكثر من 210 آلاف توفوا جراءه.