وطنا اليوم:مع اقتراب عيد الأضحى المبارك وعودة المدارس والجامعات؛ يعيش آلاف الموظفين والمتقاعدين في القطاع العام والخاص، أوضاعًا صعبةً، وهم بين فكي (الطفر) ومداهمة عيد الأضحى، إضافةً إلى عودة الطلاب ، وقبلها كانت مستلزمات عيد الفطر وشهر رمضان المبارك، ناهيك عن أزمات كورونا والركود الاقتصادي في الاسواق ولكافة القطاعات الذي لذع الجميع ، وكذلك قدوم موجات ارتفاع الاسعار العالمية ورسوم الشحن حاليا
لذا فإن الظروف الصعبةٌ، و حزمة المناسبات للعام الرابع جاءت على التوالى تقرييا ،مع بعضها البعض واحده وراء اخرى ، وذلك خلال أشهر ( تمّوز و آب وأيلول ) وقد جاءت مع المعاناة والخروج البطىء، من الحظر الشامل والجزئي وازمات جائحة كورونا
وتجد ألاف الأسر نفسها تتأرجح في مركب “تسونامي” الذي يضرب المواطنين، بموجات الطفر مع موازنة مهلهلة ومناسبات متتالية جميعها تحتاج إلى ميزانية كبيرة
لهذا فإن الأصعب على الأردنيين قادمٌ منذ سنوات طويلة، وكما يقال:” ثلاث ضربات على الرأس “بتوجع ،فيما تسونامي (كورونا) مسح ما تم رصده تحت الوسائد من موازنات عائلية كانت عبر فلسفة (“قرشك الأبيض ليومك الاسود )
على العموم وحسب شهود هناك مطالبات ومراجعات للبنوك المحلية للمطالبة بتأجيل أقساط القروض لشهريْ تمّوز الحالي وآب القادم على الأقل، لتتزامن نهاية الشهر مع عيد الأضحى المبارك ، وازدياد المتعثرين والمطلوبين والقروض، والركود الذي يضرب مختلف القطاعات التجارية والصناعية مما انعكس على الأوضاع بشكل عام
وعلى العموم أيضًا؛ بدأت شرائح الموظفين والمتقاعدين بوضع الحلول العاجلة “الطارئة” خاصةً، والمناسبات تداهم الجميع، حيث تشهد البنوك طلبات قروض عاجلة وسلف واستخدام كبير لـ(فيزا كارد) وذلك لتحصيل مبالغ مالية ليست كبيرةً لتغطية النفقات خارج الموازنات العائلية، خصوصًا، أنّ المناسبات جميعها تحتاج إلى ميزانية كبيرة
ولقد سيطرت هذه الهموم على مئات المجالس قبل عيد الأضحى في البوادي والأرياف والمخيمات، حيث ترتفع صرخات آلاف الموظفين والمتقاعدين لمواجهة هذه المتطلبات، وبعضهم قام بإعلان حالة “الطوارئ”؛ لتأمين مصروف العيد والشهر الذي يليه، وويتحدث البعض هذه المناسبات تجعل البعض يبحثون عن حلول،
فهل يا ترى يستطيع المواطن أن يقوم بتقسيم راتبه على هذه المناسبات الاربع وخاصة أننا نعرف أن بعض الأسر لديهم أكثر من 5 أولاد يذهبون الى المدارس، ناهيك عن مصاريف مستلزمات العيد، ومصاريف رمضان ملابس الأعياد وصلة الأرحام؟
ويكشف البعض في جلسات خاصة أن العجز الذي تعاني منه أغلب الأسر، يشكل حالة مستمرة يمر بها الفرد نتيجة ارتفاع تكاليف الحياة، وقلة الرواتب والدخل إلا أنها تتضاعف خلال الأشهر التي تمر بها مناسبات عديدة وتكمن صعوبة الأزمة في أن كلاً من المناسبات الأربع تتطلب ميزانية خاصة تفوق في تفاصيلها نفس الميزانية المقابلة في الأوقات العادية، واجتماع هذه المناسبات الأربع في وقت متقارب يعني أربعة أعباء إجبارية لا تفلت منها أي أسرة محدودة الدخل
وعلى العموم ان كل الازمات كشفت ان المجتمع الأردني شهد تغيُّـرات كثيرة، فأصبحت قِـيَـما مادِية، وقلّـت معايير الثِّـقة بين الناس، كما شهدت خلَـلا في منظومة العدالة الاجتماعية وزادت حالات الفساد والرّغبة في الكسْـب المادّي السريع، والاندفاع في الاستهلاك وانتشار الاستثمار غير المُـنتج، وضُـعف التمسُّـك بالأخلاق وتقدّم قِـيم الشطارة والفهلوة وتفكِّـك روابط الأسرة بسبب الحِـرص على الكسْـب السريع وتنامي التطلُّـعات الطبقية وذيوع التغريب
مراقبون قالوا إن على الجميع أن يربطوا الأحزمة جيدا، فالمطبات كثيرة ، وبلغة الأرقام والتصريحات والمعلومات والخوف الأكبر من المفاجآت التي ستكون فوق التوقعات فكل الاحتمالات قائمة
وهنا يطرح البعض اسئلة: ‘هل بقي جيوب للمواطنين برواتبهم المحدودة التي لا تتجاز للأغلبية ــ300ــــ 400 دنيار وهم الذين أنهكتهم الضرائب وارتفاعات الأسعار ، في النهاية وفي لغة الارقام والتصريحات والمعلومات فان اشهر صعبة جدا تنتظر الجميع.