وطنا اليوم – انطلقت، اليوم السبت، بمقر مجلس الأمة، أعمال الدورة العادية الثالثة لبرلمان الطفل الأردني الذي تشكل عام 2019 تحت مظلة وزارة الثقافة.
وأدى أعضاء البرلمان البالغ عددهم 50 عضواً القسم الدستوري بشكل جماعي في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها أكبر الأعضاء سناً، وساعده أصغر عضوين حاضرين سناً، واستهلت بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
وانتخب الأعضاء، إسماعيل عيال سلمان، رئيساً للبرلمان، ونبأ الحلايبة وشهد المعاني، نائبين للرئيس، كما اختاروا، أعضاء لجنتي البرلمان الدائمتين وهما لجنتا: الأنشطة والبرامج، وحقوق الطفل، حيث تضم كل لجنة 7 أعضاء.
وتشكل البرلمان الأردني للطفل، في حزيران 2019، من قبل مدراء الثقافة، بواقع 4 أعضاء من كل محافظة، و6 من العاصمة، من الفئة العمرية 10-17 سنة، مناصفة من الذكور والإناث، وفقا لمعايير تعتمد التطوع، والقيادة، والتحصيل العلمي، واللياقة الاجتماعية، وتمثل مختلف الشرائح.
ويعتبر البرلمان جهازاً أساسياً لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي وقع عليها الأردن، بما يتيح المجال أمام الأطفال من مختلف المحافظات، الالتقاء والتشاور والتعبير عن آرائهم بشأن عدد من القضايا الوطنية، خاصة تلك التي تهم الطفولة، فضلاً عن ترسيخ ثقافة المواطنة، وقيم الديمقراطية لدى الأجيال الصاعدة.
وحضر افتتاح الجلسة، مندوبة رئيس مجلس النواب، رئيسة لجنة المرأة وشؤون الأسرة النيابية المهندسة عبير الجبور، ووزير الثقافة علي العايد، وأمين عام البرلمان العربي للطفل أيمن الباروت.
وأعربت الجبور، عن أملها بخروج اجتماعات الدورة الحالية للبرلمان الأردني للطفل، بتوصيات تفتح الآفاق أمام حلول محفزة للطاقات، خاصة وأن اختيار أعضاء برلمان الطفل جرى، وفقا لمعايير القيادة والتطوع والتحصيل واللياقة الاجتماعية والتمثيل. وأشارت إلى إن الأردن اليوم ورغم الصعوبات المحيطة، وقلة الموارد، يبرهن مجدداً أن الإنسان هو القيمة الأسمى في معادلة الأوطان، فكان الأردني وسيبقى عنوان الإنجاز والصمود والثبات، لافتة إلى أن صفحات الوطن مليئة بسيرة الأوائل البُناة، الذين قدموا أرواحهم فداءُ لهذا الوطن. وأكدت الجبور حرص لجنة المرأة وشؤون الأسرة النيابية على التعاون، بما يحفظ للمرأة حقها، وللأسرة قوامها وتماسكها، وللطفل مقومات التأهيل والعيش الكريم، متطلعةً إلى مخرجات حول القضايا التي تهم الطفولة وعلى رأسها التعليم عن بعد لتقييم هذه التجربة وتقديم الحلول والمقترحات التي تعالج الثغرات وتعظم المنجزات.
وشددت على ضرورة دعم أطفال فلسطين الذين يحملون راية الحق والصمود في وجه الاحتلال الأليم، والوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة، التي هي بوصلة الأمة، وعنوان عزتها وكرامتها، لافتة إلى دور الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ودفاعه الدائم بصلابة وثبات عن القضية الفلسطينية في شتى المحافل، وحامل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وقال وزير الثقافة علي العايد، إن الاجتماع الذي يأتي في غمرة الاحتفال بالمئوية الأولى على تأسيس الدولة الأردنية، يمثل الترجمة الحقيقية لبرنامج “التطلع للمستقبل”، الذي نظمته وزارة الثقافة ضمن الخطة الوطنية لإحتفالات مئوية تأسيس الدولة، وهو أحد المحاور التي تستشرف المستقبل ويتطلع للأمام من خلال مشاركة أجيال المستقبل واقتراحاتهم ومبادراتهم لصورة الأردن في المئوية الثانية.
وأكد حرص الوزارة على دعم هذه التجربة لكونها تمثل أداة من أدوات التنشئة والتربية الديموقراطية، ولبنة من لبنات الوطن وتعزيز المشاركة وتعميق ثقافة الحوار للجيل الجديد، مضيفا أن مثل هذه النشاطات تسهم في إنضاج شخصية الأجيال في المراحل المبكرة من أعمارهم، ونشر ثقافة حقوق الطفل والإنسان وتعمل على اكتشاف مواهبهم وطاقاتهم، وغرس قيم احترام الآخر وقبوله، وتمكين الأجيال من المشاركة الفاعلة، التي تحقق الاستقرار والاستمرار.
وأشار العايد إلى اهتمام الوزارة بإبداعات الأطفال، واكتشاف مواهبهم والعناية بمواهبهم من خلال برامجها التدريبية التي تتصل بالمسرح والفنون التشكيلية والموسيقى والنصوص الإبداعية، فضلاً عن تخصيص مجلة “وسام” الشهرية.
وأضاف، أن الوزارة قامت وفي إطار الحفاظ على التقاليد البرلمانية والسياسية، بالإشراف على المبنى الأول الذي احتضن الجلسات الأولى للبرلمان، كما دشنت القصة المتحفية لتاريخ الحياة البرلمانية، ونشر الثقافة الدستورية لتعريف الأجيال بالمنجز الحضاري للدولة الأردنية، ودور البرلمان في الوقوف مع القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس.
وأشاد أمين عام البرلمان العربي للطفل أيمن الباروت، بجهود البرلمان الأردني للطفل في هذا الظرف الاستثنائي الذي ما زال فيه العالم يواجه جائحة کورونا، من خلال انعقاد هذا الاجتماع تحت عنوان: “أثر جائحة كورونا على الأطفال نفسيا وصحيا وتربويا واجتماعيا”، معربا عن أمله بأن تكون هذه المساهمة إيجابية في معالجة أثر جائحة كورونا على الأطفال، والخروج بتوصيات مفيدة، خاصة وأن هناك مبادرات من زملاء في البرلمان العربي، وجهود متميزة في التوعية الصحية منذ أن بدأت الجائحة، وذلك في إطار من التعاون وتكامل جهود أطفال العرب. ودعا الباروت إلى الاجتهاد بقدر الإمكان لتحويل نقمة “التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا ” إلى نعمة، من خلال المحافظة على النفس، والإستغلال الأمثل لكل ما أتاحه الإنترنت من ميزات تساعد في تنمية الثقافة وصقل المهارات، مشيدا بأطفال الأردن، المشاركين في البرلمان العربي للطفل، والذين كانوا خير سفراء لوطنهم،وكانوا على الدوام متألقين، ومتميزين.
وكان رئيس البرلمان الأردني للطفل إسماعيل عيال سلمان، ألقى كلمة بعد توليه منصب الرئاسة، أشار خلالها إلى أن مهمة البرلمان تتمثل في إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية وتعزيز القيم الاجتماعية، مؤكدا حرص البرلمان على مواجهة جميع المخاطر التي تواجه الطفل الأردني, موضحا أن نظام عمل البرلمان في المرحلة المقبلة سيعتمد دراسة القضايا من مختلف جوانبها، واقتراح الخطط والحلول المناسبة من خلال النقاش والتحاور والتشاور.