المخدرات آفةُ العصر

3 يونيو 2021
المخدرات آفةُ العصر

بقلم/الطالب هاشم طاهات

يقول سبحانه وتعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل(18)
ومن أعظَمِ نِعمِ اللـهِ على الإنسان وميَزهُ بها عن غيرهِ ليكونَ خليفةُ الله على الأرض هي نعمةُ العقل، فمن حافظ عليهِ وإستثمره بشكلٍ يُرضي اللـه فاز ونجى، ومن أهمله ولم يتفكر بهِ هلك وضاع، حيثُ يقوم كثيرٌ من الشباب بـِ إهمال العقل وتشغيل الشهوات والهفوات والإنجراف نحو المعاصي وأبرزها ” المُخدرات”.

عُرفت المُخدرات مُنذ القدم لكن في هذا العصر الذي يُعرف بعصر السرعة تطورت وإنتشرت لتصبح في متناول الأيدي في أيّ زمانٍ ومكان ومتاحة لجميع الأعمار دون قيود، وتُعرف المخدرات بأنها مواد تؤثر في الطريقة التي يعمل بها الجسم حيثُ يختلف هذا التأثير من متعاطٍ لأخر حسب نوع المادة المُخدرة، وكميتُها، وعمر الشخص، والسيرة الصحية لهُ وغيرها من العوامل.

لا شك ولا إختلاف أنّ اضرار وعواقب المخدرات كبيرة لا تؤثر فقط على المتعاطي بشكلٍ شخصي بل تمتد اثارها لتلحق اضراراً بأسرته ومجتمعه ووضعهم الإقتصادي، ومن أبرز هذه الاثار: حدوث إضطرابات في القلب، إرتفاع ضغط الدم، التعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطي المخدرات بشكلٍ مفاجئ، وتلفٍ في الكبد وبالتالي زيادة نسبة السموم في الجسم، وإضطرابات في الجهاز الهضمي والعديد العديد من الاثار التي لا حصر لها على الجانب الصحي والنفسي والعقلاني لمتعاطي المخدرات.

وقبل الشروع بعلاج أيٍّ مشكلةٍ يجب التعرف على أسبابها ودوافعها للعمل على إصلاحها، فمن ألأسباب الرئيسة لتعاطي المخدرات هو ضعف الوازع الديني لدى اللفرد والإنجراف وراء الشهوات فالنفس ضعيفه أمارة بالسوء،ومن أهم الأسباب أيضاً الإفتقار إلى الرقابة الأبوية فحسن النشأة من أهم العوامل التي تساعد على عدم الإنصياع وراء الملذات،والتعرض لضغوطٍ نفسية شديدة حيثُ يرى الشخص المُتعاطي أنه من خلال المخدرات يستطيع الترويح عن نفسه والخروج من أي ضغوطاتٍ كانت ناسياً أنه سيدخل في مشاكل أعظم بعد التعاطي، ومصادقة مجموعة من المتعاطين ، والنشأة في منزلٍ به متعاطين للمخدرات.

ولا يسعنا في النهاية إلا تقديم النصح والإرشاد للشباب الباني ففهم المستقبل ونور الفجر بعد الظلام الذي سوف يقود الأجيال القادمه ويسيرون على خطاه، فيجب على كل متعاطٍ للمخدرات أن يعيد النظر في حياته ومستقبله وأن يشرع في التقرب إلى الله، وأن يلجأ إلى مراكز لمعالجة المتعاطين فهي الحل الأنسب للعلاج والإقتناع بأنه لا شيء مستحيل وأن كل شيء ممكن وبداخل كلٍ منا بذرة خيرٍ يجب أن نسقيها بالخير حتى تنمو ونصبح أشخاصاً فاعلين ومؤثرين في المجتمع.