وطنا اليوم – أكدت هيئة الطاقة الذرية، أن جميع برامجها مُسخرة للأغراض السلمية ضمن تطبيقات متعددة علمية وطبية وصناعية وبحثية وتدريبية.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس هيئة الطاقة الذرية أيمن البركات، إن الهيئة ومنذ إنشائها مطلع عام 2008 حققت العديد من الانجازات على أرض الواقع والتي تواكب التطورات العلمية والتكنولوجية في العالم من خلال الحرص على اختيار أفضل ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في آليات عملها وإدارة المنشآت الموجودة لديها.
وأضاف في تصريح صحفي، اليوم الأحد، أن الهيئة وبعزم وإصرار القائمين عليها، شكلت صرحاً علمياً كبيراً ورائداً في وطننا الأردني، وتعد منجزاً حضارياً للدولة الأردنية التي تحتفل بمئويتها الثانية ومبعث اعتزاز وفخر لكل مواطن أردني بما جرى انجازه.
وأشار البركات إلى أن مرافق الهيئة تدار من قبل كوكبة من علماء وخبراء ومهندسين أردنيين من جميع الاختصاصات والمدربة تدريباً وثيقاً ومتخصصاً وبكفاءة عالية.
وتابع: من التطبيقات العلمية المُطبقة في الهيئة واحدى منجزاتها هي تعقيم المواد المستخدمة لغايات طبية ودوائية وصناعية باستخدام مصدر مشع يقوم على بعث أشعة “جاما” التي بدورها تقتل الميكروبات في المواد المراد تعقيمها.
وأكد أن جهات عديدة، كالشركات والمصانع والجامعات تتعامل مع مديرية المشع الجامي في هيئة الطاقة الذرية، إذ يقوم بتشعيع بضائع لأكثر من ثلاثين شركة مختلفة سنوياً وشهد العقد الماضي طلباً متزايداً على التشعيع الجامي من الشركات المصنعة للمستلزمات الطبية.
ونوه البركات إلى أن المشع الجامي يعد من أهم مرافق الهيئة التي تعمل بالتطبيقات السلمية للتكنولوجيا الاشعاعية في الأردن، حيث يقوم بتعقيم المستلزمات التي ترد إليه من مختلف الصناعات، والتي تخدم مجالات متعددة مثل عبوات قطرات العيون الفارغة وأنابيب مراهم العيون وخطوط الدم لوحدات غسيل الكلى والكبسولات الجلاتينية الفارغة والصحون المخبرية والقفازات المطاطية ولفائف الحروق والمطاعيم البيطرية ومواد أولية صيدلانية، إضافة إلى مواد أولية للصناعات التجميلية مثل طين البحر الميت.
وأشار إلى أن المشع الجامي قد أسهم، خلال الفترة الماضية من جائحة كورونا، بالعمل على تعقيم المستهلكات الطبية المستخدمة للحد من انتشار الوباء وتعقيم التيوبات الفارغة المستخدمة في جمع العينات الوبائية والملابس الطبية.
وأوضح أن خدمة التعقيم للمستهلكات الطبية والمواد الصيدلانية الأولية ومواد التجميل وغيرها من البضائع تسهم في رفع مستوى التنافسية للصناعة الأردنية الوطنية المُصدَرَة للخارج. كما تُسهم على المستوى الوطني في رفع مستوى الرعاية الصحية من حيث تعقيم المواد بطريقة آمنة وغير مضرة للبيئة، حيث أن استيراد هذه المواد من الخارج يكون بتكلفة عالية.
وقال البركات إن المشع الجامي يضم مختبرين، الأول قياس الجرعات الاشعاعية والثاني المشع البحثي، ففي مختبر قياس الجرعات الاشعاعية يجري قياس الجرعات للعينات والمواد المُشععة حسب المواصفات العالمية، أما مختبر المشع البحثي (خلية جاما) فإنه يستخدم لتشعيع عينات بضائع المشع التجاري بهدف تحديد الجرعة الاشعاعية اللازمة للحصول على مستوى التعقيم المطلوب وتشعيع عينات بحثية لطلبة الدراسات العليا والباحثين من الجامعات والمؤسسات البحثية الأردنية.
وأكد البركات أن الهيئة تعمل وباستمرار على تحديث نظام التحكم بالمشع الجامي لرفع مستوى الاعتمادية والجاهزية لعمليات التشغيل.
كما وتعمل على توعية القطاع الخاص بطبيعة الخدمات التي يقدمها المشع الجامي وفوائد التشعيع الجامي في رفع مستوى الرعاية الصحية، إضافة إلى إجراء الأبحاث الخاصة بتطبيقات تأثير الاشعاع على المواد (البوليميرية) مثل الجل الطبي والزراعي من خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة العربية للطاقة الذرية لتطوير أنظمة المشع الجامي وتحديث مختبراته ورفع كفاءة الكوادر البشرية العاملة فيه من خلال المشاركة في الدورات العلمية والتدريبية المتخصصة، كما أن العمل جار حاليا للحصول على شهادة الاعتماد الدولية لنظام إدارة الجودة (الايزو).
–(بترا)