إضراب الكرامة.. حالة طوعية غير مسبوقة منذ عقود

19 مايو 2021
إضراب الكرامة.. حالة طوعية غير مسبوقة منذ عقود

وطنا اليوم:“أنا أغلق التزاما بالإضراب.. أنا مع الإضراب.. كلنا مع الإضراب”، تلك عبارات طوعية صدرت طوال الأيام الماضية من الشركات والتجار وأصحاب المنشآت والمواطنين تعلن عن التزامهم بإضراب الثلاثاء الكبير دون أن ينبع ذلك من حالة من الفرض والإكراه لإغلاق المحال التجارية وغيرها.
ويقول التاجر عبد مساد: “أنا لا أؤمن بالإضرابات واعتبرها وسيلة قديمة لا معنى لها وكنت انتقد الدعوات للإضرابات في الأيام العادة واعتبرها تعبيرًا عن العجز والإفلاس ومحاولة للتهرب من استخدام الوسائل الفعلية الناجعة المطلوبة”.
واستدرك “لكن هذه المرة الوضع مختلف تماما، أنا مع الإضراب قناعة وطوعا، هي المرة الأولى التي يشمل فيها إضراب أرض فلسطين التاريخية، وهذا أمر عظيم، كما أننا كلنا داعمون للمقاومة في موقف موحد”.
ما عبر عنه مساد يؤيده فيه الكثير من المواطنين والناشطين الذين تحدثت معهم وكالة “صفا” في الضفة الغربية، مؤكدين وجود حالة “التزام جارف” بالإضراب دون نداء تنظيمي من أي طرف.
وكانت الدعوة للإضراب بدأت من القوى والفعاليات في الأراضي المحتلة عام 1948 وفق الحالة الشعبية المتفجرة هناك، لكن مواطنين وناشطين في باقي المناطق تلقفوها وأعلنوا الالتزام بها، ثم أعلنت القوى الوطنية والإسلامية التزامها به ودعت له.
ووفق ما سبق فإن الجماهير هي من فرضت الإضراب ولحقت بها القوى، وهذه سابقة في تقدم الفعل الشعبي على الفصائلي في الضفة الغربية.
ويقول محمد قبها من الحراك الشبابي الحيفاوي لوكالة “صفا” إن: “المسألة باتت وجودية، وهناك التزام بنسبة 100% بالإضراب الذي سيعقبه فعاليات ومظاهرة تنطلق من ساحة قصر الخوري المهدوم، الذي بنى الإسرائيليون على أنقاضه برج هنيڤيئيم”.
بينما يؤكد الناشط أمجد القدومي في حديثه لوكالة “صفا” أن الإضراب الشامل الموحد يلف من فلسطين من البحر إلى النهر”.

ويضيف “هذا غير مسبوق ويجب أن يعتبر الإضراب خطوة من خطوات يتم البناء عليها للفعل الجماهيري المشترك الموحد الذي يذيب الفوارق بين المكونات الفلسطينية”.
وجاء في بيان اللجنة القُطرية للسلطات المحلية في الأراضي المحتلة عام 1948 في الدعوة للالتزام بالإضراب: “وحدتنا والتزامنا وإرادتنا، الفردية والجماعية، في هكذا ظروف وتحديات مركبة، هي السبيل الوحيد والأنجع لمواجهة وتجاوز جميع التهديدات والتحديات، بكل كبرياء وكرامة وشموخ”.
ويقول البيان: “إن الموقف المبدئي والشجاع، والممهور بالحكمة والمسؤولية القيادية، المحلية والقطرية، يقتضي منا جميعا أفرادا وجماعات، إلى الالتزام بالإضراب وبالعمل الفاعل على إنجاح وإيصال رسائله، إلى حيث يجب أن تصل”.
ويشير إلى أن “هذه المسألة تتجاوز قضية حقوقنا الشرعية والمشروعة، إنما تتجه نحو المسألة الوجودية الجماعية، بل ماهية ومعنى هذا الوجود وقيمته”.
ويشدد القيادي في حركة حماس الشيخ جمال الطويل في حديثه لوكالة “صفا” على أن الإضراب اليوم له معنى كبير.
ويقول: “عدا عن كونه شاملا لكل فلسطين التاريخية، فإنه يأتي انسجاما وتوافقا مع الحالة الوطنية العارمة التي فجرتها أحداث القدس وعززتها المقاومة في غزة”.
ويضيف “يجب البناء على ذلك وتحويل هذا اليوم إلى يوم غضب في وجه الاحتلال”.