وزير لبناني يهاجم دول الخليج ويُغضب سعوديين والحريري وعون يعلّقان

18 مايو 2021
وزير لبناني يهاجم دول الخليج ويُغضب سعوديين والحريري وعون يعلّقان

وطنا اليوم:انتقد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، تصريحات وزير خارجية بلاده شربل وهبة، التي وجه فيها انتقادات لاذعة لدول الخليج، محذراً من تأثير ذلك على العلاقات الخارجية للبنان الغارق في الأزمات، فيما أعلن الرئيس ميشال عون “براءة” الدولة من تصريحات وهبة التي أغضبت سعوديين.
جاءت تصريحات وهبة خلال مقابلة تلفزيونية على قناة “الحرة”، مساء أمس الإثنين 17 مايو/أيار 2021، التي استضافت أيضاً ضمن البرنامج الإعلامي السعودي سلمان الأنصاري، وانتهت المقابلة بانفعال وهبة وخروجه من الاستوديو.
وهبة ألقى في تصريحاته باللوم على دول الخليج في انتشار تنظيم (داعش)، وفق تعبيره، وقال إن “الدواعش ياللي جابوا لنا إياهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة (…) دول المحبة جابوا لنا الدولة الإسلامية، زرعولنا إياها بسهل نينوى وبالأنبار وبتدمر”، وهي مناطق من سوريا والعراق سيطر عليها التنظيم في عام 2014.
عندما سُئل وهبة “عم تحكي عن دول الخليج؟” قال وهبة إنه لا يريد أن يذكر أسماء، لكن عندما سئل عما إذا كانت دول الخليج قد موّلت التنظيم المتشدد قال وهبة “بتمويل مني أنا كأن؟”
في تعليقه على تصريحات شربل وهبة، عبّر رئيس الوزراء المكلف الحريري عن رفضه للتصريحات، قائلاً إنها يمكن أن تقوّض العلاقات الخارجية، في وقت يواجه فيه لبنان أزمات عديدة.
مكتب الحريري أشار في بيان إلى أنه يُندد بتصريحات وهبة “كما لو أن الأزمات التي تغرق فيها البلاد والمقاطعة التي تعانيها لا تكفي”، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
من جانبه، قال الرئيس اللبناني عون، اليوم الثلاثاء، إن التصريحات التي أدلى بها وهبة “تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس موقف الدولة”، وأضافت الرئاسة اللبنانية في بيان: “نؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية”.

سعوديون يردون على شربل وهبة
كانت المقابلة قد شهدت سجالاً حاداً بين الأنصاري، الذي أشار إلى أن الساسة اللبنانيين باعوا بلدهم لإرضاء “حزب الله”، وذلك قبل أن يقرر وهبة مغادرة الاستوديو وهو منفعل، ويقول عبارة ضد ضيفه الأنصاري بقصد الانتقاص منه، عندما قال له إنه “من أهل البدو”.
أثار تصريح وهبة عن “أهل البدو” غضباً سعودياً على شبكات التواصل الاجتماعي، وردّ على الوزير اللبناني أمراء، من بينهم الأمير سطام بن خالد آل سعود، الذي كتب في تغريدة: “مدن الخلايجة البدو يقودون المنطقه اقتصادياً وتقنياً وثقافياً وعلمياً وسياحياً، ويأتي حاقد ناكر للمعروف لم يصل إلى ربع ما وصلوه ويسخر بهم”.
كذلك قال الإعلامي السعودي الأنصاري عقب المقابلة: “إلى الشعب اللبناني الكريم، ها أنتم شاهدتم بأعينكم وسمعتم بوضوح منطق وزير خارجية #لبنان أو بالأصح وزير #حزب_الله #شربل_وهبة. أنقذوا وطنكم من هذه العصابة الفاسدة”.
من جانبه، قال الكاتب عبدالله البندر: “نقطة خطيرة جداً ذكرها شربل وهبة وزير خارجية لبنان، ويجب ألا تمر مرور الكرام، حيث أسهب في مدح “حزب الله”، واتهم دول الخليج بدعم “داعش”؛ لذلك وبعد هذه الاتهامات الخطيرة يجب على مجلس التعاون الخليجي الرد، لأن ما ذكره يمسّ دول مجلس التعاون كافة. وزير المخدرات يسيء لدول الخليج”.
ويواجه لبنان مشكلات اقتصادية تمثل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 إلى 1990.
كانت دول الخليج بما فيها السعودية قد أحجمت عن تقديم مساعدات لتخفيف مشكلات لبنان الاقتصادية، وظلت بعيداً، بينما تشعر بالقلق من تنامي نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من خصمها الإقليمي إيران.
كذلك سبق أن أعلنت السعودية في أبريل/نيسان الماضي، حظر دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية، أو نقلها عبر أراضيها، بسبب زيادة تهريب المخدرات، وذلك بعد أن قالت إن الجمارك في ميناء جدة تمكنت من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون، بلغت أكثر من 5.3 مليون حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة رمان.