عجاوي يكتب: المقاومة معادلة صعبة لا تقبل القسمة

17 مايو 2021
عجاوي يكتب: المقاومة معادلة صعبة لا تقبل القسمة

صلاح عجاوي

وطنا اليوم _ يوماً تلو الاخر المقاومة تُبهر مُحبيها ومؤيديها بشجاعتها وبطولاتها في التصعيد الاخير نصرة للاقصى واطلقت عليها عملية سيف القدس سيما انها برهنت بإمتلاكها الترسانات المتطورة والقوية ومُسيرات وصواريخ تدميرية تكتيكية ذكية جديدة تدكُ فيها عسقلان واسدود وتل ابيب ووصلت الى الجليل لاول مرة ومدن عدة حيث انها لقنت الكيان الصهيوني درساً لا ينساه أبداً وأعرفتهم ما هي المقاومة الفلسطينية في غزة، فتحية إجلال وإكبار لمقاومتنا المتألقة ما توالى الليل والنهار والتي أصبحت شرف لكل هوية عربية في زمن السكون والسكوت والانجماد الحسي إزاء ما يحصل في قطاع غزة

صواريخ المقاومة وصلت القدس المحتلة واللد والجليل وأغلقت مطار بن غوريون ومطار رامون هذه البشارات كأنها تقول لنا انظروا كيف أن المقاومة برهنت وسطرت مصطلح التطوير والكفاءة العالية الغير مسبوقة في نفوس الكثريين كل هذه البطولات حقاً أثلجت قلوب كل هوية عربية حرة كرذاذ المطر البارد المنعش نعم انها المقاومة يا سادة وما ادراك ما المقاومة

ومن هنا نقول اننا نحن كشعب فلسطيني أبيَ لا يعترف باوسلو ولا بالتنسيق الأمني نحن لا نعترف بالمفاوضات ولا بالمباحثات ولا بالتنسيقات، فقط نتعرف بالبندقية البندقية هي الحل نعترف بالصواريخ نعترف بكل أشكال المقاومة وما يؤدي اليها من هنا تبدأ إرهاصات التحرير والنصر المبين أما تعليق الآمال على الاتصالات الامريكية والأوروبية ومجلس الامن واتصالات أبو مازن والجامعة العربية كل هذه خزعبلات لا تمت لشهامتنا ولنخوتنا ايُ صلة على الاطلاق، فانتماؤنا في زمننا هذا أصبح لكل مقاوم حر شريف سواء أكان طفلاً أو شاباً او شيخاً فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة لا بالخنوع ، فلسنا بحاجة الى سماع احدهم يقارن قوة الجيوش العربية وترتيبها سواءً على الصعيد الدولي او المحلي والتي تُقدر بمليارات الدولارات فكل هذا لا يعنينا، فمرابط مقدسي واحد حتى لو كان طفلاً أقوى من كل هذه الجيوش الشَكلية فهو مدعاة للفخر والاعتزاز

كانت الهبة المقدسية الاثنين عنواناً للرجولة والتضحيات الجياشة، فطوبى للمرابطين والمرابطات فهم كأزهار البرتقال اليافاوي الذي فاح طيبها في أرجاء باحات قبلتنا الاولى والارجاء المعمورة وسيسجل التاريخ هذه المعاني الحميدة وأقصانا بذلك، سلامٌ على امهاتنا اللائي انجبن لنا اجيالا وأطفالا كالبراعم حتما ستنمو هذه البراعم الخضراء ويقتل هذا السرطان المتغلغل في وطننا الحبيب، في يوم نكبتنا نستذكر وإياكم قيمكم ونضالكم وعزيمتكم وإرادتكم وصنوانكم وحرصكم المتين والشديد على أرضنا وأقصانا وكنيسة القيامة

يأتي ذكرى النكبة الثالثة والسبعين في انغماس اربع دول في المستنقع الصهيوني مفهومه هو الالحاد التام في حق العودة والحقوق الفلسطينية البسيطة على ارضه وهي ليست طعنة في خاصرة الفلسطيني فحسب وانما في كل عربي حر يؤمن ايمانا قطعيا جازما بوجود فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، هذه الدول لا تجني من الكيان الصهيوني سوى الشوك اليابس ومصيرها السقوط الحتمي وهي مسألة وقت لا أكثر فالايام كالرياح العاتية تعصف بالاقنعة المنتحلة وتزيلها وتكشف المستور وستكشف لنا مزيد المزيد فاللباطل جولة وللحق جولات

في يوم نكبتنا تنتصر القدس وتنتصر المقاومة والضفة تنبض من جديد والخط الاخضر وهي مقدمات التحرير القريب ومهما توغل الكيان بقصفه على غزة فهو في النهاية هو الخاسر الاكبر من المعركة اذ بلغت خسارته لليوم الخامس على التوالي أكثر من 30 مليون دولار ناهيك عن الحرب النفسية التي تلاحقهم كالاشباح تلاحقهم في الملاجئ تلاحقهم في الشوارع وكأنها خاوية على عروشها منذ بدء التصعيد هذه هي المقاومة التي تمثل الاشراف والاحرار

في ذكرى نكبتنا نقول لأسرانا أيها الأسرى الفلسطنييين المُصفدّيين بالسلاسل انتم كأشجار الزيتون والتين وهذه الأشجار ستثمر في خريف سجنها وسيجنوا الحرية والنصر المؤكد رغم غياهب السجون ، أيها السجين الفلسطيني انت النواة الصلبة للقضية وشوكة في خاصرة المحتل ، وعلقما في حناجر اللص الصهيوني، وكيف لا والشعب الفلسطيني برمته يعتمد على صلابتك وعنفوانك وانت اهلٌ لها

جُلَ ما أقوله ان المسافة التي بيننا وبين القدس والتحريرهي فقط مسافة المقاومة، وعند سماعنا بأي اتفاق تجعلنا نُطأطئ رؤوسنا خجلاً، حريٌ بنا أن نستبدل هذه الابرامات بالبندقية والتشبث بمفاهيم المقاومة وتجذرها في الوجدان الفكري، للخروج ببرنامج وطني تحريري شامل لنصبح حينها رؤوسنا مرفوع عالياً كنبات دوار الشمس .