بقلم : خالد القضاة
كيف يتوافق العمل الصحفي مع عدم الانحياز وتوخي الموضوعية والتوازن في التغطية الصحفية لقضية القدس؟
الانحياز من المحرمات في العمل الصحفي، الوقوف على مسافة واحدة من كل الاطراف من واجب الصحفي في التغطية الميدانية للأحداث.
ولكن هذا المبدأ له معايير بالتطبيق وفقا للقضية وامتداداتها الداخلية والخارجية، وجمهور المؤسسة الاعلامية التي يمثلها الصحفي في الميدان، وفيه مرونة وفقا للقواعد التالية:
– اذا كانت القضية شأن داخلي وتعددت فيها وجهات النظر فهنا يتوجب على الصحفي تحقيق اعلى درجات التوازن والوقف على مسافة واحدة من كل الاطراف، واستخدام نفس اللغة مع الكل واعطاء الجميع نفس المساحة للتعبير والدفاع عن وجهة نظرهم، ويترك الحكم للجمهور المتلقي.
– اما في القضايا التي فيها اجماع شعبي من مختلف مكونات المجتمع، فعلى الصحفي الانحياز لهم ووضع تصورهم ووجهات نظرهم ودفاعهم عن حقوقهم امام وجهات النظر الاخرى فتكون رسالته اممية لمن يبحث عن الحقيقة، وتسهم في تشكيل رأي عالمي مناصر لحقوقهم ومدافع عنها.
– والانحياز الصحفي في القضايا القومية لا يكون بالخطاب القلبي بل بتقديم الحجج والبراهين المدعمة بالحقائق التاريخية، لان الجمهور الاممي لا بتأثر بالخطاب القلبي بل يحتاج حقائق ليبني عليها مواقفه.
– وافضل انحياز مهني هو اختيار المصطلحات التي تعبر حقيقة عن الواقع وتثبيت تلك المصطلحات في وجدان العالم، فالقضية الفلسطينية وتداعياتها ناتجة عن احتلال لارض وليس نتيجة لارض متنازع عليها، وهذا ينسحب على القدس والاسرى والمقاومة واللاجئين.
– الانحياز المهني هو العودة بالقضية الى أصلها المتمثل بالاحتلال فبزواله تزول كل مظاهر المقاومة المشروعة المرتبطة به والتى اقرتها كل المواثيق الدولية.
– الانحياز المهني يعني عدم الدعوة الى تحسين شروط الاحتلال بقدر الدعوة الى زوال الاحتلال نفسه وربط كل الاحداث وتداعياتها بالاحتلال وليس بمقاومته.
– الانحياز المهني يعني مخاطبة المجتمع الدولي بلغاته المتعددة بحرفية وبمصطلحات دقيقة.
– الانحياز المهني يعني صرف النظر عن الخلافات الداخلية والبحث عن لغة جامعة للحقوق الفلسطينية وعدم اشغال المجتمع بمعارك جانبية تصرفه عن التوحد خلف القضية المركزية وهي الاحتلال.
– الانحياز المهني يعني ابقاء القضية الفلسطينية قضية مركزية وان عدم حلها بزوال الاحتلال يفجر تداعيات لها في المنطقة والعالم، فلا يجوز تغطية تلك الاحداث دون العودة لاسبابها والمتمثلة بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
الانحياز الصحفي المهني يعيد الحقوق، وتمسك به احد اساليب المقاومة المشروعة.