من هو رئيس الوزراء القادم، وما هو الملف الذي سيحمله؟

11 مايو 2021
من هو رئيس الوزراء القادم، وما هو الملف الذي سيحمله؟

كتب أ.د. محمد الفرجات

لا شك بأن مهمة حكومة بشر الخصاونة قد إنتهت حكما، بعد أن عدل على فريقه الوزاري عدة مرات، وفي ضوء الجمود والصمت الذي عاشته الحكومة مع الشارع، والعزلة التي سيطرت عليها، أمام تعطل القطاعات وعدم التقدم بأي طرح شامل، أو مشروع وطني يستوعب المرحلة والشارع معا.

قدمنا بكل الوسائل المتاحة نصحا لدولة بشر وللدولة العميقة بأن تستمر بالعمل على ذات المشروع الذي كلفت عليه حكومة الرزاز؛ المشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج، وقدمنا طرحا تفصيليا شافيا وافيا واقعيا لإسناد وتمويل مفاصل المشروع، ولكن لم يستمع لنا أحد، مع العلم بأن حكومة الرزاز قطعت شوطا جيدا بوضع الأطر الإدارية والقانونية والفنية والخطط التنفيذية لبدء هذا المشروع الكبير، والذي كان مؤملا منه دخول المئوية الثانية بسلاسة وتقبل ودعم وطني شعبي.

عبر منتدى النهضة وكل المبادرات والطروحات التي صدرت عنه منذ عام ٢٠١٢، حاولنا وما زلنا نحاول إسناد الفكر الملكي بالإعتماد على الذات، وغلغلة هذا الفكر وأساساته من أوراق نقاشية ملكية شعبيا، فالنماذج تشير بأن إستمرار الدولة وقوتها ومستقبلها وأجيالها القادمة رهن بهذا المشروع، لضمان أمننا المائي والغذائي وأمن الطاقة، وتعزيز فرص الشباب، لضمان أمننا الوطني والقومي.

بشر الخصاونة رجل مؤدب وخلوق ومتزن ويمتلك الحكمة والجلد على العمل وإدارة ملفات وطنية كبيرة وحساسة بعبقرية، ولكن فقط مكتبيا، فالرجل لم تتح له الفرصة بحياته العملية لقيادة مؤسسات كبرى أو العمل في الميدان بجانب خبراته التي نقدرها عاليا.

راسم سياسات وسيناريوهات، صاحب رؤية، صاحب قرار، حكيم، هجومي ذكي، مدافع شرس، متحدث للجمهور بخطاب يمتلك الجماهير، مقنع، صلب، مكر مفر معا، شفاف موضوعي واضح، يقيم ويقوم، يتابع، ميداني، لديه إصرار قوي جدا على تنفيذ برنامجه…

أعلاه صفات رجل المرحلة القادمة رئيسا للوزراء، ولكن إن وجد، فعليه أن يمنح الصلاحيات وبعض الولاية العامة، وأن يعطى بكتاب التكليف السامي رؤية واضحة وإستراتيجيات لبرنامج عمل، تعود خطوة للخلف كما يفعل رامي الرمح والقوس، لتبني المشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج، والإكمال والبناء عليه من حيث إنتهت حكومة الرزاز في هذا الخصوص.

الشارع لم يعد يحتمل المغامرات ولا المزيد من التشتت والضياع والبعثرة، وللحقيقة فقد بتنا نتحدث عن “الجيل الثاني” من الشباب فاقد الأمل، حيث أن الجيل الأول تعدى سن الأربعين بلا عمل ولا زواج ولا مستقبل، ذكورا وإناثا.