بقلم : هاشم عواد المجالي
اتذكرون عندما كنا نثور شعبويا و عربيا على ما نسمع من مخططات صهيونية، اتذكرون عندما كان الزعماء العرب يتفننون بخطاباتهم المستنكرة لأفعال أبناء الخنازير والقردة ، اتذكرون عندما كان الشارع العربي يغلي بيوم الأرض وذكرى وعد بلفور وذكر النكبة والنكسة ، وكانت كل مطالبنا واحدة …آلا وهي تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر .
ثم تقزمت مطالبنا وشعاراتنا ، وتوسعت مخططاتهم اهدافهم وتحققت احلامهم .
صرتم تنسون أننا صرنا نطالب بالضفة الغربية فقط ونسينا الجليل وعكا وحيفا ويافا ، صرتم تنسون بأنه كان هناك العديد من المظاهرات والصواريخ والعمليات الإستشهادية ، ثم بدأت تتناقص وتتقزم الى مهرجانات واحتفالات خطابية غنائية .
ألا تتذكرون بأنه كان هناك فصائل فلسطينية وعربية مقاومة للإحتلال في الداخل والخارج ، وصارت هذه الفصائل تتشعب وتفرخ وصار قاداتها الأبطال الإنتحاريون ، صاروا من اصحابين الفنادق والمنتجعات والملاهي اليلية ومن اصحاب الملايين ، صاروا يحيون الاغاني الثورية على نهود وافخاذ المومسات الصهيونية .
اتتذكرون عندما كانوا يحلمون ويطلبون مننا ألإعتراف بهم كشعب يستحق الحياة بعد المحرقة ، ثم تقزمت نظرتنا وتوسعت اهدافهم وأحلامهم حيث صاروا يطلبون مننا الاعتراف بهم كدولة جارة وشعب ابن عم .وتقزمنا نحن وصرنا نترجاهم بأن بعترفوا هم بنا اننا شعب فلسطيني ولنا ارض وتاريخ ويجب ان تكون لنا دولة لها حقوق وعليها واجبات .
الا تذكرون كثرت مطالينا واحلامنا وامنياتنا والآن التي تقزمت عندنا وتعملقت عندهم حتى صرنا لا نطالب لا بأرض ولا ببحر ولا بنهر ، جل مطالبنا صارت هي المحافظة على الوصاية إعلاميا على المقدسات الإسلامية ، وصاية لا نملك فيها حق الدخول او الخروج او التصليح أو الصيانة بالأقصى ، وقد نسينا القدس والخليل ونابلس وحيفا وعكا ويافا ، نعم نسينا الآلاف من القصص والحكايات والبطولات لاجدادنا وكيف حاربوا لأجل اراضينا وكرامة نبينا وآصالة عروق شرايينتا .
يا الله عفوك ثم عفوك ثم عفوك ..
اراهم يكبرون ونحن نتقزم ، اراهم يحققون احلامهم ونحن نعيش اوهام زائفة قذرة .
آلا ترون الآن بأن ما يحدث بالقدس والضفة الغربية لم يعد خبرا مهما حتى على وسائل إعلامنا العربية ، وصارت ما تهتم له وتدفع من أجله الملايين هو لمّ شتات عائلة يهودية صهيونية او اقامة كنيست يهودي على أرض بالجزيرة العربية .
لم يبقى لك يا فلسطين الا نحن الشعب الأردني والقيادة الهاشمية ، نحن المكبلين والمقصرين مهما قدمنا من شهداء ومحررين. نبقى مقصرين .
يا حسرتي وأسفي أن حكومتنا وبرلماننا نائمين والسفارة معزومة على فطور عند الصهاينة الملاعين ، والدم الفلسطيني ينسال على ارضك يا اقصى الأنبياء والمرسلين ..
آلا تتذكرون بأنه كانت هناك نشاطات في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ، وكانت شعاراتها تقول يا لثاراتك يا فلسطين.
كنت اتمنى أن اسمع أن هناك انتفاضات و هبات شعبية في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية اولا ثم تنتقل الى جميع المدن العالمية والعربية !!!
لماذا والف لماذا ، لماذا يا شعب الحرية والجبارين ويا أيها الشعب المبارك والطائفة التي تحدث عنها و بارك فيها رسولنا الكريم، والتي تقيم في بيت المقدس واكناف بيت المقدس من المسلمين والمسيحيين .
لماذا صَمَتُم وصُمتُم يأ أمل الأمة والشعب والأرض ويا عنوان الكرامة والحرية ، اتنتظرون من الديوثين الفزعة والنجدة ، وانتم تعلمون بانكم بقيتم انتم لوحدكم في الفزعة وانتم بوحدتكم فقط تكون القوة .
يا اهل الأقصى واكنافه ، اجعلوها انتفاضة بالداخل والخارج ولا تنتظروا المدد الوهمي والسرابي من حكام وسادة علينا ولكنهم محكومين وعبيد لغيرنا .
مصيبة ان انتم مثلنا تقزمتم ،..
مصيبة إن انتم مثلنا تقزمتم ..
اللهم اعزهم وثبتهم في الاقصى واكنافه ،
اللهم امددهم بالملائكة والمخلصين الغيورين على العرض والأرض والدين .
اللهم تقبل دعواتنا لهم بالصبر والقوة والمنعة .
اللهم آمين..اللهم آمين..اللهم آمين .
يا رب العالمين
