أريدُ أن أتحرر يا للسكوت الجامد…

2 مايو 2021
أريدُ أن أتحرر يا للسكوت الجامد…

بقلم:الطالبة ميسم الضمور

كلية الهندسة/جامعة مؤتة
تهاجمني ذكرياتي إذ يتهاوى عالمي…تلُّح…تبدو…تنحسر…تناوش…تختصر…تدق الذاكرة…وتطرقها إذ يتصدع عالمي ويتسارع فيه نبضات الساعة فيكتسحني الوقت،والزمن عاصف يجتاح كل ما حولي ويحملني إلى البعيد، أقفاص صدر مقيدة، ألسنة معقودة لا تستطيع الكلام، أنفاس متقطعة،نبضات قلب تقول أريد أن أتحرر.
قرأتُ ذات يوم “If you can see it,you will do it”، لو كنت تراه ستحققه.كتبتها وتعلمتها مثل كثير ٍ أعجبني من حكم الأقدمين وأقوالهم، وسجلتها ف دفترٍ لي أحمله معي أينما ذهبت.
أريد ُ أن أتحرر، جملة تصهل فكري وقلبي، وهذا الهاجس لا أحتمله .هو صوتٌ ما يأتي فيضع حدًّا للزلزال داخلي. يُخرِس طبولُ الخوفِ والرهبة، يُخمِد خناجر الأفكار والترقب، وتتوقف دواماتِ الرعبِ عن جُرفي، ويمزقني انتظار الآتي في كلِّ ثانية بل في كلِّ جزءٍ من ألفٍ من الثانية!
حين تُحرِكُنا أقدارنا تبدو تفاهة الحياة وهي تتملص وتشرد من قبضتنا، ويصعقنا اللاعادي والبعيد وغير المتخيّل،لذلك أريد أن أتحرر من أي شيء يطبق علي أنفاسي.
كلنا علماء أو دهماء أو أنصاف متعلمين، تُلاعِبُنا تلك الذات القهارة الحاكمة لمصائرنا وكلما اقتربنا من الفهم، أو سجّل الناس إنجازًا معرفيًا آخر، فجرت لنا الذات من اكتشافنا ملايين الأسئلة والألغاز مما تعجز البصيرة الإنسانية عن فهمها، وتظلُّ تلهث في محاولاتها القاصرة.
تتسع السماوات، ويوغل الفضاء في امتداد العتمة وأجرام الأفلاك وتضلُّ المجرات في مسافات لا متناهية.في عمقٍ لا طاقة لنا بتصوره.أريد أن أتحرر من أي شيء يقبض إنجازاتي، أريد ألّا أركب الصعب فأنزلق بهِ إلى مهاوي الردى.
اكتشفتُ قوة امتداد المسافات وعلاقتها بصفاء الذهن منذ كنت طفلة.فحين يهزمني واقعي بثقل البؤس فيه، وتتعبني مقارنات لا أملك ردّها، أُسلِّم نفسي للطريق، أتخفف من جسدي،وتنطلق روحي في تجليات تحملني، أصبح عالمة…مُترَفة…زعيمة مبجلة…ناجحة…مُطاعة…مُؤثِرة…هكذا تتم الحرية.
مدن وعواصم كثيرة جبتها أطارِد أحلامي، سُرِقَ العمر مني كي أتفرد وأتميز ، بل وأملك،وما زالت شياطين هذا الحلم تدفع بي في مسالك ودروب كثيرها وعر ، وقليلها سهل، وما زال كل ما حققته دون قمة الأمل؛لكن سأتحرر وأرتقي قمة الأمل.
نعم،أ ريد أن أتحرر، أنا تلك الموغلة في نسيج الحسّاد والوشاة بسبب إنجازاتي، أنا ابن زيدون إذ يقول : هِبني جَهِلتُ فكان الصنعُ سيئةً…لا عذرُ منها سوى أني من البشر.
أدرك بأنَّ أقدارنا تسيرُ بنا، وأننا نسعى بالمحاولةِ والجدِّ، ولم أكفُّ عن كليهما، لذلك لن أسقط، وأنا التي تواجه التحديات واتحدى الصعاب بحثا عن قمة.