وطنا اليوم:طغى على المشهد اللبناني بشكل مفاجئ اسم “حسن محمد دقو” الذي أوقف كمتهم بأنه “ملك الكبتاغون” الذي يقف وراء عمليات تهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية واليونان وغيرهما من الدول.
وما ساهم في سرعة انتشار هذا الاسم، ما تردّد نقلاً عن حساب “ويكيليكس لبنان” أن نص مرسوم التجنيس الذي صدر عن رئيس الجمهورية ميشال عون عام 2018 يُظهر أن حسن دقو وهو من الجنسية السورية كان قد حصل على الجنسية اللبنانية في هذا المرسوم، الأمر الذي طرح علامات استفهام حول الشوائب التي اعترت هذا المرسوم الذي طعن به البعض، كاشفاً في حينه أنه تضمّن أسماء شخصيات مقرّبة من رئيس النظام السوري بشار الأسد.
غير أن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أصدر بياناً توضيحياً جاء فيه أن “الحساب على تويتر المسمّى “ويكيليكس لبنان” نشر خبراً كاذباً ادّعى فيه أن اسم المتهم بملف تهريب الكبتاغون حسن محمد دقو وارد في مرسوم التجنيس الذي صدر عام 2018، وذلك للادعاء بأنه نال الجنسية اللبنانية بموجبه. إلا أن العودة إلى النص الرسمي للمرسوم المذكور، أظهرت أن الصيغة التي نشرت على ذلك الموقع، مزوّرة، حيث يتضح أنه تم سحب اسم السيد برنارد علام بشور من الصيغة الأصلية للمرسوم، ودسّ اسم حسن محمد دقو مكانه”. ولفت البيان “وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى خطورة تناقل مثل هذه الأخبار الكاذبة التي تعرّض مروّجيها للملاحقة القانونية”، وأرفق البيان بالنسخة المزوّرة من المرسوم والنسخة الأصلية.
وبحسب المعلومات، فإن حسن دقو الذي أوقفه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في بيته بمنطقة في الرملة البيضاء مع 5 أشخاص مشتبه بهم، نشط في قرية الطفيل اللبنانية المتداخلة ضمن الأراضي السورية والتي تخضع لسيطرة حزب الله والنظام السوري، وقام بشراء ملكية 600 سهم من أصل 2400 من العقارات الأميرية غير الممسوحة من شخص من جنوب لبنان، يدعى محمود أحمد خنافر، فيما مصرف لبنان يمتلك 1800 سهم في كل عقار، بعد إفلاس بنك “مبكو” الذي كان مالكاً لها عام 1980.
واستغل دقو، الذي يعمل في مجال المخدرات وتصنيع الكبتاغون داخل سوريا، شراء الأسهم في العقارات ليُحكم قبضته على أراضي قرية الطفيل، ويقوم تحت عنوان شركة سيزر للبناء والإنشاءات التي تملكها زوجته سحر محسن، التي تدّعي أنها على علاقة قُربى بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، بعملية جرف للأراضي واقتلاع الأشجار المثمرة واستبدالها بنصوب أخرى، ما دفع بعدد من الأهالي إلى التقدم بشكوى ضدّه أمام القضاء، بينهم منصور وأحمد شاهين، حيث استحصلوا على قرار بوقف الأعمال من قاضي العجلة ومحافظ بعلبك بشير خضر، ولكن لم يتم الالتزام به.
ويروي مواطنون من الطفيل أن منصور شاهين تعرّض للخطف من منزله من قبل عناصر حزبية ومن الفرقة الرابعة لجيش النظام السوري، الأمر الذي أثار الذعر في أوساط الأهالي الذين يتعرّضون للابتزاز والتهديد للإبقاء على البلدة كمنطقة عسكرية واستخدامها لصناعة المخدرات.
أكثر من ذلك، فقد تمكّن حسن دقو الذي كان يعرّف عن نفسه بأنه أحد وجهاء الطفيل، من نسج علاقات مع عدد من الشخصيات اللبنانية. وبعد النزاع حول العقارات في البلدة، تشكّلت لجنة للتوصل إلى تسوية ضمّت ممثلين عن حزب الله وتيار المستقبل. وتمّ التقاط فيديو لدقو مع عدد من الفاعليات بينها عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب ابراهيم الموسوي الذي جرى التداول بصورة تجمعه بحسن دقو على مواقع التواصل في بلدة الطفيل، ما اضطره للتوضيح أن “الصورة التقطت في 13 كانون الثاني/ يناير من العام الحالي في بلدة الطفيل وذلك في إطار لجنة مصالحة بقاعية سياسية دينية مثّل فيها الموسوي حزب الله، وكان فيها المفتي بكر الرفاعي ولاحقاً ممثل لتيار المستقبل والهدف كان معالجة مشكلة الطفيل”. وأضاف: “طبيعي أن نلتقي مع طرفي النزاع، فاقتضى التنويه”.
وليست المرة الأولى التي يتم فيها توقيف دقو الذي يتنقّل بموكب كبير من السيارات المظللة بالأسود، فقد أوقف في إحدى المرات على خلفية اتهامه بالوقوف وراء خطف شاهين، إلا أن القاضي أخلى سبيله بناء على تدخلات سياسية وغير سياسية. وهذه المرة جرى تسريب تسجيل صوتي لزوجته سحر وهي تهاتف أحد وكلاء الدفاع عن دقو وتدعوه إلى رشوة القاضي شربل أبي سمرا ليجيبها المحامي بأن هذا القاضي لا يقبض.
وفي إطار مكافحة التهريب، أعلنت قيادة جهاز أمن المطار، أنها أوقفت الثلاثاء أحد الأشخاص لدى قيامه بنقل كمية من المخدرات إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادماً من البرازيل على متن طائرة للخطوط القطرية.
وقد تمّ التنسيق بين قيادة جهاز أمن المطار والوحدات العاملة ومصلحة جمارك المطار حيث أفضت إلى توقيف شخص لبناني الجنسية ويحمل جواز سفر برازيلي، وبحوزته 11 كيلوغراما من مادة الكوكايين.