وطنا اليوم – ضمن احتفالات المملكة بمئوية تأسيسها تعقد الهيئة الأردنية الأوروبية العليا المسجلة في جنيف بالتعاون مع جمعيات محلية وأوروبية ندوة بعنوان “انجازات اردنية خلال مئة عام” وذلك على منصة زووم، يوم السبت السابع عشر من نيسان الجاري، الساعة التاسعة مساء بتوقيت الأردن وذلك اسهاما منها بتسليط الأضواء على بعض جوانب تاريخ الاردن والإنجازات التي حققها خلال مئة عام.
ويشارك في هذه الندوة خبراء وأكاديميون من كبار المتخصصين والمطلعين على هذه الجوانب المشرقة من تاريخنا الحديث وهم: معالي الدكتور ابراهيم بدران وزير التربية والتعليم الأسبق والدكتور نجيب أبو كركي رئيس جامعة الحسين الاسبق والدكتور جمال الشلبي المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية والأستاذ الدكتور بكر خازر المجالي الباحث في تاريخ الأردن و الدكتور محمد الفرجات أستاذ في جامعة الحسين بن طلال ومؤسس منتدى النهضة والدكتور حسن البرماوي رئيس جمعية المغتربين الأردنيين والقنصل الفخري الاردني في بلغاريا والاستاذ سعيد اسعد شرار مفوض تجاري سابق ومدير معهد الدراسات الشرق اوسطي في الدنمارك. والدكتور سهل نصير ممثل الهيئة الأردنية الاوروبية العليا في الاردن، والدكتور محمد أمين أبوالرب مدير معهد السلام والتربية الدولي ورئيس الهيئة الأردنية الاوربية العليا.
ما زالت روح الثورة العربية الكبرى وقيمها هي المحرك والداعم الاساسي لوحدتنا وترابطنا واحد اهم أسباب استقرار الأردن فضلا عن توفير أجواء الامن والامان التي تسوده وسط محيط شرق اوسطي ملتهب وظروف إقليمية ودولية غاية في التعقيد. وها نحن نؤكد يوما بعد يوم على ترابط المجتمع الأردني واستقراره والتفافه حول قيادته الهاشمية.
وفي هذه الندوة سيسلط المحاضرون الأضواء على الإنجازات التي تحققت خلال قرن من الزمان حيث انطلقت المسيرة المظفرة بوصول جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول الى مدينة معان والتفاف الاباء والأجداد حول الراية الهاشمية، لتبدأ حقبة جديدة من تاريخ الامة العربية ومن تاريخ الشرق الأوسط بالذات.
ولعل اهم الإنجازات التي حققتها الدولة الفتية تتمثل في فرض سيادتها وسيادة القانون وبناء المؤسسات المدنية والعسكرية والسلطات التشريعية وإرساء دعائم القانون وإرساء بنية تحتية قوية مقارنة بإمكاناتها الاقتصادية، فضلا عن بناء المنظومة التعليمية والقضائية والصحية والزراعية وانشاء شبكة مواصلات وبناء المطارات والموانئ وصك العملة وحفظ الامن والنظام وتمتين العلاقات الخارجية مع مختلف دول العالم حتى غدت الأردن دولة المؤسسات العصرية.
ومن الجدير بالذكر الإشارة الى انتقال السلطة السلسل الى ملوك الأردن حتى وصلت الى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قائد المسيرة ومدعم اركان الدولة الأردنية والقادر على تجاوز التحديات في ظل الظروف العالمية الصعبة سياسيا واقتصاديا وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق أثبتت القيادة الهاشمية حكمتها وحنكتها وصمودها امام التحديات التي عصفت بالعالم، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وما نتج عنها من تغيرات عميقة على مستوى العالم اجمع والتي انعكس تأثيرها على الأردن الفتي ابتداء من نكبة فلسطين مرورا بحرب الخليج الى ان وصلنا الى هذه الأوضاع المعقدة عربيا وإقليميا ودوليا.
ولطالما ساندت الدولة الاردنية جيرنها من الدول الشقيقة واستقبلت اعدادا كبيرة منهم وبقيت القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية كما حافظت الدولة والشعب على الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية. فضلا عن الدعم المتواصل الذي قدمته الأردن للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية حيث أكد على دور القيادة الهاشمية الثابت اتجاه فلسطين وقضيتها العادلة. وسنبقى متمسكين بالوصاية الهاشمية وشرعيتها التاريخية الراسخة تحت اي ظرف من الظروف.
وبتكاتف أبناء الشعب الأردني الواحد سنبقى قادرين على تجاوز محنة جائحة كورونا والنهوض باقتصادنا والمحافظة على الاستقرار والسلم المجتمعي الذي نتمتع به، مستلهمين من الماضي المجيد ومتطلعين الى المستقبل المشرق الذي سنحققه معا في دخولنا المئوية الثانية بخطوات ثابتة خصوصا وان الأردن عزز موقعه ودوره على المستوى العربي والإقليمي الدولي.
الدكتور محمد أمين أبوالرب
جنيف/ سويسرا 15 نيسان 2021