وطنا اليوم:رحل، الأربعاء، صاحب أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ الولايات المتحدة، وبلغت قيمتها عشرات مليارات الدولارات.
وتوفي “برني مادوف” عن 82 عاما في سجن في نورث كارولاينا حيث كان يمضي عقوبة بالسجن 150 عاما، وفق ما أفادت به مصلحة السجون الأمريكية.
وتقوم طريقة الاحتيال الهرمية لهذه الشخصية البارزة في أوساط المال في نيويورك على أخذ المال من زبائن جدد ليوزع أرباحا أو يعيد الأموال للمستثمرين القدامى.
وقد كشفت عملية الاحتيال هذه في كانون الأول/ ديسمبر 2008 خلال الأزمة المالية، وحكم على مادوف بالسجن 150 عاما في 2019.
وفي شباط/ فبراير 2020 قال محامي مادوف إن خبير المال السابق يعاني من مرض عضال ويريد أن يغادر السجن ليموت بسلام.
وأوضح المحامي براندون سامبل أن مادوف كان يعاني “من مرض قاتل في الكليتين بين مشاكل صحية أخرى”.
وكتب سامبل، آنذاك: “خلص مكتب السجون في أيلول/ سبتمبر 2019 الى أن أمام مادوف أقل من 18 شهرا للعيش بسبب قصور في عمل الكليتين”.
وأكدت صحيفة “واشنطن بوست” حينها أن مادوف يحتاج إلى كرسي نقال وعناية طبية على مدار الساعة.
وطلب مادوف الإفراج عنه ليصلح العلاقة مع أحفاده ويموت في منزله، لكن مكتب السجون رفض الطلب.
وضبطت السلطات الأمريكية نحو أربعة مليارات دولار مرتبطة بمادوف وتهدف إلى إعادتها إلى عشرات آلاف المتضررين في العالم.
وبدأ مادوف مسيرته المالية في سن الـ22 عاما بمبلغ 5000 دولار من أموال حصل عليها من وظائف مارسها خلال العطلات الصيفية، مثل العمل في تثبيت رشاشات الحدائق في نيويورك.
وعام 1960، أسس شركة “برنارد إل مادوف إنفيستمينت سيكيورتي”، التي أصبحت من أكبر شركات المعاملات السوقية، من خلال الوساطة بين مشتري الأسهم وبائعيها. وعمل مادوف أيضا رئيسا لبورصة ناسداك.
وحققت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية مع الشركة ثماني مرات لأنها كانت تحقق أرباحا استثنائية. لكن الركود العالمي هو الذي أدى فعليا إلى زوال مادوف، فقد حاول المستثمرون، الذين تضرروا من الركود، سحب حوالي 7 مليارات دولار، لكن مادوف لم يستطع إيجاد الأموال اللازمة لتغطية ذلك.
واعترف بالأمر لأبنائه، الذين أبلغوا السلطات.
وتشمل قائمة ضحايا مادوف الممثل كيفين بيكون، ومؤسسة وندركيندر الخيرية، التي يملكها المخرج السينمائي ستيفن سبيلبرغ.
وكان من بين الضحايا أيضا بنوك بريطانية، إذ قالت الشركة القابضة “لبنك إتش إس بي سي” إنها خسرت حوالي مليار دولار. ومن الهيئات الخاسرة الأخرى رويال بنك أوف سكوتلاند، ومان غروب، والشركة القابضة لبنك نومورا الياباني.
ولم يقتصر احتياله على النخبة والشركات الكبيرة فقط، بل تعداه إلى مدرسين، ومزارعين، وميكانيكيين، وغيرهم الكثير ممن خسروا أموالهم.