وطنا اليوم – في إنجازٍ علمي غير مسبوق لأردني وعلى مستوى الشرق الأوسط والخليج العربي وشمال افريقيا، حصلت الأردن للمرة الأولى ومن خلال البروفيسور صلحي الشحاتيت أستاذ الكيمياء العضوية الفيزيائية في جامعة مؤتة، على زمالة الجمعية الملكية البريطانية للكيمياء (FRCS)؛ تقديرًا لجهوده في الأبحاث متعددة التخصصات في مجالات الكيمياء وتطبيقاتها المختلفة.
يقول البروفيسور الشحاتيت: “إنّ الحصول على زمالة الجمعية الملكية للكيمياء يعني لنا الكثير، وهو اعتراف كبير بجهود فريقنا في مجال البحث العلمي متعدد التخصصات والموجه للصالح العام”.
ومن الجدير بالذكر بأنّ “زميل” الجمعية الملكية للكيمياء (FRSC)؛ لقب تمنحه الجمعية الملكية للكيمياء في المملكة المتحدة، حيث أنّ الحصول على الزمالة في مهنة الكيمياء يشير إلى تمتّع الشخص بمستوى عالٍ من الإنجاز في المجتمع، باعتباره كيميائيًا محترفًا، وتنطبق أهليّة الحصول على الزمالة على المتقدمين الأعضاء في الجمعية الملكية للكيمياء، ممن يتمتعون بخبرة مهنية في هذا المجال، كما يجب أن يكون لدى المتقدمين إسهامًا بارزًا في تقدم العلوم الكيميائية، أو في النهوض بالعلوم الكيميائية كمهنة، أو تميّز في إدارة إحدى منظمات علوم الكيمياء.
وفي كافة الأحوال، تُطلب التوصيات الداعمة للحصول على زمالة الجمعية الملكية للكيمياء، ويخضع منح لقب زميل الجمعية الملكية للكيمياء للموافقة النهائية من لجنة الطلبات في الجمعية الملكية للكيمياء.
وقد تأسست منظمة ( RSC ) في عام 1841، وهي أكبر منظمة في أوروبا لتطوير العلوم الكيميائية، كما تتعاون مع الصناعة والأوساط الأكاديمية، وتقدم المشورة للحكومات بشأن السياسات، وتعزز المواهب والتعاون والابتكار والمعلومات والأفكار التي تؤدي إلى تقدم كبير في العلوم. يتم منح زمالة الجمعية الملكية للكيمياء (FRSC) للزملاء المنتخبين الذين قدموا مساهمات كبيرة في العلوم الكيميائية. تُنشر أسماء الزملاء المنتخبين حديثًا كل عام في صحيفة The Times (لندن).
تعد هذه الزمالة الأقدم في تاريخ الأكاديميات العلمية الحديثة، حيث حصل عليها العديد من رواد الفكر العلمي، ومنهم: العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن عام 1672، الجيولوجي تشارلز داروين عام 1839، الفيزيائي مايكل فرداي عام 1824، الفيزيائي إرنست رذرفورد عام 1903، الرياضياتي الهندي سرينفاسا أينجار رامانجن عام 1919، الفيزيائي ألبرت إينشتاين عام 1921، عالمة الكيمياء الحيوية دوروثي هودجكن عام 1947، عالم الحاسوب آلان تورنغ عام 1951 والفيزيائي فرنسيس كريك عام 1959. وحديثا تم منح هذه الزمالة إلى عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكينغ عام 1974، عالم الكيمياء الحيوية تيم هانت عام 1991، عالمة الأحياء إليزابيث بلاكبيرن عام 1992، عالم الحاسوب ومخترع الويب تيم بيرنرز لي عام 2001، الكيميائي فينكاترامان راماكريشنان عام 2003، الفيزيائي أندريه غييم عام 2007، المخترع جايمس دايسون عام 2015، وحوالي 8000 آخرين في المجمل، منهم 280 عالما حاصلين على جائزة نوبل منذ عام 1663.
منذ بداية العام 2016 و للآن؛ يوجد حوالي 1600 شخصا ما زالوا على قيد الحياة حاصلين على الزمالة، كعضو أجنبي أو عضوية فخرية، وصفت صحيفة الغارديان زمالة الجمعية الملكية بأنّها “إنجاز يعادل الحصول على الأوسكار”
في كل عام، يتم انتخاب أكثر من 52 عضوا من المملكة المتحدة ودول الكومنولث الذين يشكلون حوالي 90٪ من الجمعية الملكية، ويتم اختيار المرشحين على أساس التفوق والتميز النوعي والكمي في مجال البحث العلمي للصالح العام، حيث يتم اختيار أكثر من 10 أعضاء أجانب كل عام، بطريقة الاختيار عن طريق مراجعة الأقران. حيث يتم ترشيح حوالي 165 اسما للتفاضل بينهم واختيار الأفضل ليكون عضوا أجنبيًا.
وإذ أننا نفخر بهذا الإنجاز العلمي المميز، ونأمل أن يكون بابا علميا جديدا؛ يتم من خلاله الانفتاح على العلوم الأخرى، كما ويفتح الآفاق أمام المبدعين والمتميزين للحصول على مراتب علمية متميزة.