الشعوبُ هي العدو رغم أنفِ الشعارات

9 أبريل 2021
الشعوبُ هي العدو رغم أنفِ الشعارات

بقلم : د. عادل يعقوب الشمايله

لم تمض سوى سنواتٍ معدوداتٍ على استبدال المحتلين الاجانب للباسهم العسكري باللباس المدني، حتى بدأ عصر الانقلابات والانقلابات المضادة في الاقطار العربية.
اعتادت الشعوب العربية على التنعم بانتظار اذاعة البيان رقم ١” وما يليه تباعا من بيانات، متزامنة مع دقدقات وموسيقات سنابك حمير الانقلابيين.
كانت البيانات شافية ووافية في ايضاح خطوات الانتقال بالرعية (إن هي خنعت اكثر وسبحت اكثر، وتغنت اكثر ، وسرقت اكثر، وطحنت اكثر) الى الجنة بعد إمضاء الانقلابيين على الاتفاقية مع رضوان حارس الجنة.
ركزت بيانات الانقلابيين في شتى البلدان كمبرر لانقلاب على: مكافحة الفساد، تحقيق العدالة الاجتماعية، استئصال الفقر، توفير فرص عمل لمن لا يعملون، تطبيق الاشتراكية، تحويل بلدانهم الى دول صناعية متقدمة، تطوير الزراعة والتعليم والصحة والبنية التحتية للاتصالات والمواصلات. تحقيق “حلم” الوحدة العربية، ترجمة رؤيا الانقلابيين في المنام انهم يحررون فلسطين ويهزمون اسرائيل، ورؤيا الانقلابيين حق.
في كل دولة، قامت القيامة، ولكن رضوان العنيد لم يقبل بفتح ابواب الجنان لجموع الشعوب التي صدقت الانقلابيين. حمل الناس معهم نسخ الجرائد واجهزة الراديو التي بثت البيانات والوعود، الا أن رضوان ظل مصرا على رفضه أن لا يدلفوا فيها.
النتيجة: لا الاشتراكية طبقت، ولا الوحدة تحققت، باستثناء محاولات القذافي الفقاعية حينا والبالونية احيانا. ولا العداله انتشرت، ولا النمو الاقتصادي أُنجز، ولا الفقر اختفى، ولا الاغنياء والمرابين والإقطاعيين زالوا أو تابوا. ولا أي من اعداء الامة انهزم أو استسلم أو تحول الى صديق. ولا التحرر عرف الطريق، ولا فلسطين عادت، بل كلها آلت الى حضن اسرائيل، و ها هي وصيفات فلسطين يتكاثرن وينادين متى نلحق بك يا فلسطين، يحسدن فلسطين!!!
التعليم هو الذي انهزم، والصحة هي التي تدهورت، والبطالة هي التي استشرت، والهجرة في قوارب الموت هي التي ازدهرت، والسجون والزنازين هي التي بنيت وليس الاسكانات، وكرامة المواطن هي التي ديست، ومستقبل المواطن اصبح رمادا في مواقد الانقلابيين. وما اكثر جميلات بوحيرد وعمر المختار وعبدالقادر الجزائري ولكن الانقلابيين اثبتوا أنهم ارجل وأجرأ من فرنسا ومن ايطاليا.
مظاهر الهزال تنتشر في كل مكان. ومقابر مئات الالاف الذين قضوا بسبب رؤى الانقلابيين تؤكد مقولة أن هذا الثرى من بقايا تلك الاجسادِ.
وأخيرا، دعونا نفتش عن الابرة في كومة القش حتى نستثني، إن كان هنالك مجال للاستثناء.