بقلم- موسى الصبيحي
ظلت الدولة إلى زمن قادرة على تلمس مواقع خطاها بعزيمة وإصرار، وظل الحلم يراود الحقيقة، ووقفت الهمم شامخة في مواجهة التحديات، واجتراح الحلول للمشكلات.، لكن الأمر تجاوز الحدود حين شُرِخت العلاقة بين الواقع والمأمول، وظنّ أولئك الذين لم تنجبهم العاديات واعتلوا صدفةً عتبات بعض المسؤوليات أنهم قاموا بالمعجزات ووضعوا لنا حلولاً لمستقبل الأزمات، لكنهم لم يعترفوا بعد ردح أنهم فاقموا الأزمة وأدخلونا عرض الحائط بلا ملامة أو رحمة..!
التبعات أصحبت ثقيلة ومرهقة، والمهام لم تعد واضحة، والمسؤوليات أضحت متداخلة، فيما كان هَمُّ بعضهم أن يفسّروا لنا تصريحاتهم المتعجلة، وأن ما قصدوه ليس ما فهمناه، وراح بعضهم يقصّ علينا بأثره ليعلم منّا معالم الطريق ويضع أمامنا المطبّات كي نتعثر ونترجّل، فيما ذهب آخرون إلى سرد حكايا بطولاتهم وسيرهم الذاتية التي لا تُبارى، وصوّروا لنا أنفسهم بأنهم مداميك الإصلاح، وعباقرة النجاح والفلاح.. فيما مؤشراتنا إلى تراجع، ثم نشهد فيما نشهد تدافعاً يعقبه تدافع، لكنّ شيئاً من الطحين لا يعقب كل هذه الجعجعة..!
أي إسفاف نحن فيه، ونحن نواجه صلفَ التحدّي، وصلابة الأزمة، وضعف الرجال..؟!
والسؤال المطروح: متى تعطّلت الماكنة الوطنية ومتى تحشرجت ولم تعد قادرة على إنتاج رجالات دولة بالمستوى الذي عهدناه في سابق العقود.. متى؟!