بقلم العميد.م.زهدي جانبك
جرى العرف العسكري في الأردن، بأن من يحصل على رتبة لواء فما فوق يحصل معها على لقب باشا… وهذه الرتبة لا يمكن الوصول اليها بالظروف الطبيعية الا بعد 35 سنة في السلك العسكري… إلا انه وبسبب عدم قناعتنا ، وعدم رضانا… واصرارنا ان نصبح كلنا أمير لواء استحدثوا خدعة يتخوثوا علينا فيها عندما نحال الى التقاعد برتبة عميد… فاصبحوا يطلقون علينا لقب باشا زورا وبهتانا… زي ما تقولوا جبر خواطر… خاصة عندما تقترب خدمتنا في السلك العسكري من حاجز 34…
مو هون المشكلة… المشكلة انا صدقنا حالنا… فبدل ما نركي ربابتنا ونستريح بتقاعد مريح، ونصف على اليمين… بنروح وبنوخذ المسرب الشمال (الأيسر)… وهذه الخطوة بتبهدل الدنيا…
يعني بتكون انت ماشي بسيارتك بسرعة معقولة عشان تصل، ثم تشعر ان لديك إمكانية زيادة السرعة للوصول إلى هدفك بصورة اسرع… فتاخذ المسرب الأيسر (المسار السريع)… لكنك تفاجأ بمحترم أمامك ماخذ مسربك السريع… ومصدق حاله… لكنه يسير بسرعة 60… بتتحمله شوي وبتهدي السرعة… بتقرب بوز السيارة عليه حتى يفهم انه آن الأوان يفتح الطريق… ما بفهم… بتعطيه دم بالضو، برضه ما بفهم… بتزمرله ، ف بدل ما يفتح الطريق بزعل وببلش يأشر بايديه، ويسكر الطريق عليك بزيادة… ولكن سنة الحياة انك تتجاوزه، وعندها اول كلمة بحكي لك اياها: على ايش مستعجل؟
مشكلتنا مشكلة نحن الباشوات الأصلي والتقليد… مصممين على الوصول وماخدين المسرب الشمال مصدقين حالنا انه سرعتنا مناسبة للمسرب، لا احنا فاتحين الطريق، ولا احنا قادرين نفتح فَمَنا لتزيد سرعتنا…لان الاعتدال (السرعة المعتدلة) ما عاد ينفع… يا بتترك المسرب للي فيهم حيل وعارفين فن الوصول بسرعة … يا بتسرع وبتتحمل النتائج… أما تضل تضرب بريكات كل ما صار تعديل وزاري ما بزبط ياعمي… حدد مسربك والتزم به.
ولا تكن كالحكومة بتسولف السالفة وبتصدق حالك انك باشا… ترى بضحكو علينا وبنادونا يا باشا، وهم بداخل أنفسهم يعلمون ما يفعلون…
يعني… بربكم ما معنى انه ينطو كل يوم في البيان الصحفي ويكتبوا : وبذلك أصبح عدد فحوص الكورونا التي تم إجراءها 4761823… بالله عليكم شو الفايدة اللي بدهم يوصلوها من هالرقم؟…يعني اذا تم فحص المواطن رقم 1 قبل سنة وشهر شو بكون وضعوا اليوم؟ يعني بالله فحصتو 4 مليون مواطن خلال سنة ، شو انعكاس هذا الرقم على الوضع الوبائي على الأرض، اليوم؟ بالله عليكم يا باشا تعقلوا ولا تصدقوا حالكوا، وارجعوا على المسرب اليمين… وإذا فيكم مراجل، ضعوا عدد الذين يتم تطعيمهم باللقاح يوميا ، هذا هو الرقم المفيد اليوم، وهذا هو الإنجاز…
كنت في مصر عام 1996 بوفد رسمي مع احمد باشا الضمور (باشا عن جد: عملاً، وخُلُقاً، وتواضعاً، وتعاملاً، ورتبةً)، وكنا لا نتحرك الا تحت الحراسة،… قرر الباشا ان يأخذنا بجولة شعبية بدون الحرس… ف أبلغهم ان يستريحوا، وعندما غادروا الفندق، غادرنا نحن برفقة الباشا بجولتنا الشعبية… لحظات واذ باحدهم يصيح من الخلف: حاسب يا باشا، فالتفت احمد باشا الى الخلف ظانا انه المقصود بالنداء… وبعدها تكرر الموقف مرارا وتكرارا من مواطنين مصريين ينادون بعضهم بكلمة باشا، وفي كل مرة كان أحمد باشا يلتفت… زهقوه عيشته بهالمشوار… بس بالنهاية انتبه للموضوع ومشي الحال…
اذا تكلمنا وقلنا ما يجب أن يقال، بنطلنا واحد وبقول لويش ما حكيتوا وانتم على رأس عملكم،.. وإذا اوضحنا موقف من مواقف الحكومة، بنطلنا واحد ثاني وبقول متوزرن (بدو يصير وزير)… وإذا ضلينا على المسرب اليسار بشبعونا زوامير ومسبات، واذا أخذنا اليمين بقولوا صار اخونجي… اشي بحير
بس الصحيح، انه مازن (باشا) الفرا صرح ان الذين تم (تطعيمهم) تلقيحهم الجرعة الأولى حتى تاريخ 3 آذار بلغ 107615 مواطن… يعني معدل التطعيم (التلقيح) اليومي 2152 شخص…. يعني بصراحة انتو ماخذين المسرب اليسار (السريع) بس سيارتكم مفرهلة زي طيارة الرزاز… لأنه بهذا المعدل لن تصلوا الى هدفكم المعلن (الهدف المعلن تطعيم 4 ملايين مواطن) الا بعد 5 سنوات وشهر بالتمام والكمال… وإذا ما بتفتحوا المسرب الشمال الناس اللي وراكم رح تبلش تزمر وتسب (وتطعم فيكم)… وهاي مش حلوة بحقكم… انه بدال ما انتو تطعموا الشعب يصير هو يطعم فيكم…
وعشان ما يزعلوا جماعتي…. كل الباشوات على راسي.