وطنا اليوم:شهدت العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الاثنين، مراسم تشييع مهيبة للعلّامة والداعية المصري الدكتور زغلول النجار، أحد أبرز أعلام الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
وأدى المئات صلاة الجنازة على الراحل في مسجد “أبو عيشة” قرب الدوار السابع بالعاصمة الأردنية، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة أم القطين بلواء ناعور، وسط حضور واسع من العلماء والمحبين وتلامذته.
وكان الدكتور زغلول النجار قد توفي أمس الأحد في عمّان عن عمر ناهز 92 عاما، بعد حياة امتدت عقودا من العطاء العلمي والدعوي، قدم خلالها فكرا رائدا في مجال الربط بين العلوم الحديثة والحقائق القرآنية.
وشهدت الجنازة أيضًا حضور المستشار عبد الله العقيل، أحد أصدقاء الراحل ورفيق دربه منذ خمسينيات القرن الماضي، الذي بدا متأثرًا برحيل صديقه، مؤكدًا أن الأمة “تودّع اليوم عالمًا حمل همّها، وكرّس حياته لخدمة دينه وأمته”.
رحيل الدكتور زغلول النجار، الذي كرّس حياته لتقريب العلم من الإيمان وتبيان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ترك فراغًا كبيرًا في ساحة الفكر والدعوة، لكنه خلّف وراءه إرثًا علميًا وأخلاقيًا سيظل منارة تهدي الأجيال القادمة.
وبين دعوات الغفران ودموع الوفاء، ارتفعت الأيدي إلى السماء في وداعٍ يليق برجلٍ عاش للعلم والإيمان، ورحل عنهما ثابتًا على المبدأ، تاركًا بصمته في قلوب الملايين من محبيه وتلاميذه حول العالم.
رحم الله الدكتور زغلول النجار، وأسكنه الفردوس الأعلى.
رائد الإعجاز العلمي في القرآن
وتميز الراحل بمشروعه الفكري حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إذ أصدر عشرات المؤلفات والمحاضرات والبرامج التي سعت إلى ترسيخ الإيمان بعظمة الخالق من خلال تدبر الكون والخلق.
كما شغل النجار خلال مسيرته الأكاديمية مناصب علمية في جامعات مصرية وعربية وبريطانية، وشارك في مؤتمرات علمية ودعوية في مختلف أنحاء العالم، مما جعله من أبرز الوجوه التي جمعت بين العلم التجريبي والإيمان العميق.
ويُعد الدكتور زغلول النجار بالنسبة لكثيرين رائد الإعجاز العلمي في القرآن، إذ ألهم أجيالا من الباحثين والمفكرين للربط بين آيات الكتاب الكريم ومكتشفات العلم المعاصر، في مسيرة وصفها محبوه بأنها “رحلة عمر في خدمة القرآن والعقل”.






