كتبت فرح مرقة
لأسبوعين كنت في عمّان البهيّة لأطمئنّ على صحة والدي، وأحضُر الإجراء الجراحيّ الذي توصّلنا لضرورته أخيراً بعد تضارب الآراء الطبية في مختلف مستشفيات وعيادات محافظات المملكة الخاصة والحكومية معه وضدّه..
بينما كانت الآراء الطبيّة تتضارب.. كانت تظهر دوماً جملة أن الرأي الفصل والأدقّ سيكون في مستشفى البشير الحكومي.. وبالنسبة لي كان الحديث عن البشير أشبه بـ”كابوس”.. فكصحفية وكأردنية ارتبط لدي اسم المستشفى بالانتظار والإرهاق وأحياناً الأخطاء الطبية نظراً للضغط الكبير هناك، ومع أني وعائلتي كنا قد توجهنا في عدّة مرات لمستشفى البشير في ظروف متعدّدة سابقة وقوبلنا بكافآت طبية عظيمة، بقيَ لديّ وإخوتي الخوف الطبيعي على والدٍ نراهُ كبُر فجأةً وفَقَد قدرته على الحركة بنسبة كبيرة وسرعة دراماتيكية..
توكّلنا على الله، بعد أن اجتمعت الآراء على أن رأي البشير سيكون الفصل وإجراؤهم سيكون الأدقّ في حالةٍ قد تتطلب تدخّلاً جراحيّاً في الدماغ والأعصاب..
قابَلَنا الدكتور باسل يونس بدقّة التشخيص وطلب الآراء وجمعها من مختلف طاقم قسم الأعصاب بشقّيه الباطني والجراحي.. ثم استلم رئيس القسم الدكتور حسين العبّادي الحالة وأجرى الجراحة الدقيقة اللازمة بنجاح وسرعة قبل سفري بيومٍ واحد، لينعم الله عليّ وعلى إخوتي ووالدتي وعائلاتنا الصغيرة برؤية والدي يقوم مجددّا واقفاً ويسير على قدميه..
إجراءٌ جراحيٌّ دقيق جداً وتشخيص أدقّ قدّمه طاقم مستشفى البشير بصورةٍ تُجاري لا بل وتتقدّم على المستشفيات الخاصة والحكومية ليس فقط في الأردن ولكن والله في بلادٍ أخرى ومتقدّمةٍ كثيرة..
عُدتُ وطفلي إلى برلين أشعر بالفخر والامتنان والحبّ لعمّان ولمستشفى البشير ولإخوتي ووالدتي ووالدي الذي نأمل أن يُتمّ الله شفاءه بهمّة الطاقم الطبي والتمريضيّ في المستشفى وإخوتي..
أحبّ عمان والأردن الرّحب والكبير.. الأردن الذي في كلّ مرة يعيد الإجابة بصلابة ووضوح عن سؤال الانتماء لدى أردنيّةٍ مُغتربة ذات أصولٍ فلسطينية..
أعتذر من كل من لم أستطِع التواصل معهم ورؤيتهم فوجودي في عمّان هذه المرة كان أشبه باستنفارِ في خلية أزمة.. ونشكر جميعاً من ساهم بوصولنا لهذه النتيجة سواء بفعلٍ أو نصيحةٍ أو حتى دعاء..
الثابت المستفاد: أحبّ عائلتي وعمّان اللتان تكبران وتتطوّران وتفتحان قلبيهما وتبرزان أقصى طاقاتهما في اللحظاتِ الحرجة، وفي أوقاتِ الخوفِ والشكِّ تثقان أنهما دوماً قادرتان على العطاء..






