معتز سمور
🟦 يا صباح الورد والياسمين للجميع، بهذه العبارة يبدأ الناشط معتز زياد سمور حديثه عن قصة أردنية واقعية تعبّر عن همّ شريحة واسعة من الشباب الذين حلموا بمستقبل أفضل، لكنهم وجدوا أنفسهم بين مطرقة الديون وسندان القرارات الرسمية.
يقول سمور إن القصة بدأت بفكرة جميلة حملت الأمل:
بعض المستثمرين الأردنيين والأجانب أطلقوا تطبيقات سيارات مثل كريم وأوبر وجيني وأبشر، بهدف تشغيل الشباب وتمكينهم اقتصاديًا. المبادرة كانت وطنية بامتياز، حيث ساهمت فيها بنوك أردنية وأجنبية، وتنافس الشباب على التسجيل والعمل.
كل شاب – كما يروي – جمع حوالي ألفي دينار من مدخرات أسرته، بعضهم باع ذهب والدته أو استعان بوالده، واشترى سيارة مطابقة لمواصفات السلامة العامة. كانت تلك لحظة انطلاق جديدة في حياة كثيرين: شاب يملك سيارة، يعمل بشرف، يدفع أقساطه شهريًا، ويُعيل أسرته بكرامة.
لكن بعد فترة قصيرة، انقلب المشهد.
يقول سمور إن الحكومة اتخذت قرارات مفاجئة أوقفت الترخيص لبعض الشركات، وسحبت آلاف السيارات من الشباب العاملين، بل ووجّهت لهم مخالفات بتهمة “العمل مقابل أجر دون ترخيص”، وأحيل بعضهم إلى الحكّام الإداريين.
ويضيف: “الشركات حصلت على تراخيص رسمية، لكن بعد أن ارتبط آلاف الشباب بعقود مع البنوك، جاء القرار بسحب سياراتهم، فباتوا مديونين للحكومة والبنوك ومواقع الحجز الإلكتروني، لتتحول أحلامهم إلى كابوس”.
ويختم سمور حديثه بمرارة:
> “كأن الهدف من هذه القرارات إلغاء طموح الشباب وتحويل الوطن إلى دار مسنين. لقد دُمّر حلم آلاف الأردنيين الذين أرادوا فقط أن يعيشوا بكرامة. والله على ما أقول شهيد.”
ويشير إلى أنه سيتحدث لاحقًا عن قصة المطاعم التي تغلق بعد أشهر قليلة من افتتاحها، داعيًا إلى مراجعة شاملة لسياسات تمكين الشباب بدلًا من محاصرتهم.
تعبّر هذه القصة عن فجوة عميقة بين نوايا القيادة ورؤية الميدان.
جلالة الملك عبدالله الثاني، كما قال مؤخرًا رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، يبدي قلقًا حقيقيًا تجاه الوضع الاقتصادي ويدعو إلى استقطاب الاستثمارات وتسهيل الإجراءات، لأن التمكين الاقتصادي للشباب هو مفتاح الاستقرار.
لكن ما يحدث أحيانًا في الواقع يعاكس تلك التوجيهات الملكية. فبدل أن نفتح الأبواب أمام المبادرات الشبابية، نجد قرارات تعرقلها وتطفئ جذوة الحلم.
تمكين الشباب لا يكون بالشعارات، بل بقرارات منسجمة مع روح الإصلاح التي أرادها الملك؛ قرارات تجعل من العمل الفردي والمشاريع الصغيرة قصة نجاح لا مأساة.
إننا اليوم بحاجة إلى إعادة بناء الثقة بين الشباب والدولة، عبر تشريعات تحميهم وتؤمن لهم بيئة آمنة للرزق والإبداع، لا أن تضعهم في مواجهة الديون والمجهول.
فالشاب الأردني، حين تُمنح له الفرصة، لا يطلب إلا أن يعمل ويعيش بكرامة






