الصفدي : أتحمل مسؤوليتها وحدي وعانيت من قسوة التصيد

دقيقتان ago
الصفدي : أتحمل مسؤوليتها وحدي وعانيت من قسوة التصيد

وطنا اليوم:لم يترك رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، “كل العثرات التي حدثت، والعثرات التي أنتجت، والعثرات التي ادعى البعض أنها وجدت” دون أن يحملها بشجاعة الفرسان لنفسه وحده، قائلاً “أتحمل مسؤوليتها وحدي”.
الصفدي اعترف “في هذا العام، كنت أدير فيه الدفة، وكأنني على صهوة القلق، فالمسؤولية كبيرة ومعها عانيت من قسوة التصيد، وتجرعت علقما من البعض الذي حاول استصغار المشهد، وتجريدنا من الوعي، وتحملت في سبيل ذلك”.
ورغم ذلك قال الصفدي: لقد عبرنا معاً فترة عام من عمر المجلس، كنت فيها رئيسا لسلطة دستورية وأخا ومستمعا أجهد نحو الصالح الوطن، ومدافعا عن كل مبادىء وقيم الوطن ورسالة الأردن العظيم التي حملناها في الفؤاد، ورئاستي للمجلس لم تكن مطمحاً شخصيا، ولا رغبة في العلو أو الحصول على منزلة –لاقدر الله، بل جاءت بإرادتكم التي قررها الصندوق ، وأنا من صدع للقرار .
(ولسوف يعطيك ربك فترضى) آية كريمة يقرأها الصفدي كل ضحى، كما قال في رسالته لزملائه النواب الذين وضع أمامهم “أشارككم القرار في المرحلة القادمة، فما ترونه إخوتي ورفاق الدرب والمسار والملتقى، سأنفذه، ولست نادما على مرحلة مضت بل فخور فيها جدا، ليقولوا ما يقولوا عن أحمد الصفدي، فأنا في النهاية سأصبح جثمانا يسجى في التراب الأردني الطهور كما أبي وأهلي ورفاقي وقادتي الذين مضوا في سلك العسكرية، وأنا لم أبث الحب على موجة غير أردنية ، فقد شفني هواء الأردن وما زال الحنين في قلبي عمانيا، وأنا لم أحمل أدوارا غير الدور الذي يليق بالسلطة التشريعية، وأنا في النهاية العبد الفقير لله، الذي تشرف بأن الولاء للعرش كان نبضه ومنهجه”.
ويختم الصفدي “الأردن وطننا، والمناصب والأدوار تفنى، لكن ما يبقى هو المسار والذكريات، وذات يوم حين نودع الحياة، ربما ستنصفنا أردنية من جبل عمان، أو فتى من الطفيلة ، أو عجوز من الكرك، أو أم تعجن الصبر والرجولة لأبنائها في اربد كما جميع الأمهات في وطني، ربما سينصفوني جميعا حين يمر ذكري وتقول : أحمد الصفدي كان أردنيا كان أردنيا”.

وتاليا رسالة الصفدي إلى زملائه النواب:
بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :(وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما) . صدق الله العظيم
إخوتي السادة النواب :
لقد عبرنا معاً فترة عام من عمر المجلس، كنت فيها رئيسا لسلطة دستورية وأخا ومستمعا أجهد نحو الصالح الوطن، ومدافعا عن كل مبادىء وقيم الوطن ورسالة الأردن العظيم التي حملناها في الفؤاد، ورئاستي للمجلس لم تكن مطمحاً شخصيا، ولا رغبة في العلو أو الحصول على منزلة –لاقدر الله، بل جاءت بإرادتكم التي قررها الصندوق ، وأنا من صدع للقرار .
في هذا العام ، كنت أدير فيه الدفة، وكأنني على صهوة القلق، فالمسؤولية كبيرة ومعها عانيت من قسوة التصيد، وتجرعت علقما من البعض الذي حاول استصغار المشهد، وتجريدنا من الوعي، وتحملت في سبيل ذلك، وما كان يشكل لي بلسما أداوي به جروح العمر هو دعوات أمي رحمها الله فكان دربي مضاء بدعواتها، وقد تربيت في سنوات العسكرية والنيابة على قيم الوطن راضيا بما قدر لي، مؤمنا بقيادة هي أعلى شوامخنا وهي الضمان والنجاة لهذا التراب، وها أنا الآن أصل لمرحلة أنذر فيها نفسي جنديا لهذا الوطن فخورا بما قدمت ولا تأخذني لومة على أي موقف سعيت فيه لإعلاء الأردن على سواه.
إخوتي النواب
كل العثرات التي حدثت، والعثرات التي أنتجت، والعثرات التي ادعى البعض أنها وجدت، أتحمل مسؤوليتها وحدي، وأدري أن شغاف قلبي فيها من البلوى والحزن ما يكفي ويزيد، لكن ما يشد أزري هو أن هنالك نجاحات أنتجناها وسلطة تشريعية قمنا بصون حضورها ، وتأكيد سلطتها، وكنت فيها مؤمنا أن الإستقلالية لا تعني أبدا تحميلها أدوارا غير أدوارها، وأن استقلاليتها لا تعني أبدا انسلاخها عن مشروعنا الوطني، وعن رؤية جلالة الملك وولي عهده الأمين، لهذا حاولت جاهدا أن يكون الصوت فيها أردنيا بالمطلق، فلا صوت يعلو على صوت الأردن، ولا حزب أكبر من حزب الأردن، ولا ولاء إلا للملك، ولاانتماء يصح إن لم يكن للتراب الأردني وحده.
وها أنا الآن أحفظ دعوات أمي، واقرأ في الضحى كل يوم : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) وأشارككم القرار في المرحلة القادمة، فما ترونه إخوتي ورفاق الدرب والمسار والملتقى، سأنفذه، ولست نادما على مرحلة مضت بل فخور فيها جدا ، ليقولوا ما يقولوا عن أحمد الصفدي، فأنا في النهاية سأصبح جثمانا يسجى في التراب الأردني الطهور كما أبي وأهلي ورفاقي وقادتي الذين مضوا في سلك العسكرية، وأنا لم أبث الحب على موجة غير أردنية ، فقد شفني هواء الأردن وما زال الحنين في قلبي عمانيا، وأنا لم أحمل أدوارا غير الدور الذي يليق بالسلطة التشريعية، وأنا في النهاية العبد الفقير لله، الذي تشرف بأن الولاء للعرش كان نبضه ومنهجه.
الأردن وطننا، والمناصب والأدوار تفنى، لكن ما يبقى هو المسار والذكريات، وذات يوم حين نودع الحياة، ربما ستنصفنا أردنية من جبل عمان، أو فتى من الطفيلة ، أو عجوز من الكرك، أو أم تعجن الصبر والرجولة لأبنائها في اربد كما جميع الأمهات في وطني، ربما سينصفوني جميعا حين يمر ذكري وتقول : أحمد الصفدي كان أردنيا كان أردنيا.