عامان من: الإبادة والرمادة والادانة

23 ثانية ago
عامان من: الإبادة والرمادة والادانة

وليد عبد الحي
مر عامان على طوفان الاقصى، ولم يشهد الصراع العربي الصهيوني قسوة وعنفا واضطرابا كما يشهده الآن ، وعند النظر نحو المستقبل تبدو مجموعة من الملامح في الافق :
أولا :فلسطينيا:
1- تأصُل الفشل في محاولات وقف القتال، وتُشكل خطة الرئيس الامريكي ترامب المحاولة الاخيرة في هذا السياق، وهي خطة تحوطها شكوك وعقبات لا حصر لها.
2- القسوة غير المسبوقة من معدلات قتل المدنيين بالسلاح او الجوع او انتشار الامراض او الحصار
3- قدرة المقاومة على الصمود بقدر فاق كل التوقعات الفلسطينية والاسرائيلية والعربية والغربية.
4- تدمير بنية تحتية لم تشهدها حتى المدن التي كانت مسرحا للحروب العالمية.
5- خذلان عربي بلغ درجة لم يتوقعها اكثر المتشائمين .
6- شلل تام في دور سلطة التنسيق الامني الفلسطينية
ثانيا: اسرائيليا:
1- فشل استخباراتي في توقع الضربة الاولى وفي توقع استمرار المقاومة كل هذه الفترة.
2- ارتباك غير هين في الجبهة الداخلية الاسرائيلية على المستويين الشعبي والرسمي
3- اطمئنان اسرائيلي واضح لاستمرار الخذلان العربي للمقاومة
4- قدرة اسرائيلية على الاستمرار في الحرب لفترة طويلة خلافا لتقديرات أغلب أدبيات السياسة العربية.
5- عزلة دولية واضحة المعالم توضحه نتائج التصويت في المنظمات الدولية والاقليمية.
6- تغير غير عادي في صورة اسرائيل لدى الرأي العام العالمي بما فيها بين انصار اسرائيل وبين قطاعات يهودية.
7- اتساع دائرة الهجرة اليهودية من اسرائيل وتلكؤ غير هامشي في الانتاج .
ثالثا: دوليا:
1- تنامي الضغط الدولي بدءا ببعض المظاهرات ثم اتساعها ثم تزايد القرارات بقطع العلاقات او تخفيضها او عقوبات رمزية او غير رمزية وبخاصة في صفوف” بعض ” الدول المعروفة تقليديا بعلاقاتها الحميمية مع اسرائيل.
2- الاسناد القانوني لإدانة الموقف الاسرائيلي من خلال قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ،ناهيك عن عشرات القرارات من منظمات دولية غير حكومية اغلبها يعمل في نطاق حقوق الانسان.
3- خلق الارباكات للادارة الاسرائيلية من خلال محاولات ارسال اساطيل بحرية يقودها مدنيون لنجدة المحاصرين في غزة.
رابعا: المواجهات القادمة:
1- يتمثل المأزق الفلسطيني في ضمان وقف اطلاق النار وادخال المساعدات وتشكيل ادارة فلسطينية تقنية مستقلة دون تدخل خارجي في تشكيلها، ودون ربط دخول المساعدات وكمياتها بشروط سياسية من اسرائيل والولايات المتحدة وبعض العرب “من وراء ستار).
2- ضمان استمرار الوحدة الفلسطينية وعدم بروز محاولات من بعض التنظيمات او من سلطة التنسيق الامني او من مجموعات تنسق نشاطاتها من وراء ستار مع اسرائيل او مع دول عربية.
خامسا: المأزق الاسرائيلي:
1- كيفية مواجهة احتمال تنامي الضغوط الدولية باتجاه حل الدولتين ، فرفض الحل مشكلة لاسرائيل مع المجتمع الدولي وقبوله قد يفجر صراعا من اليمين الديني اليهودي ومع المستوطنين.
2- كيفية اعادة صورة اسرائيل لدى الرأي العام الدولي ، فاستمرار القتال يزيد العزلة والصورة السلبية ،ووقف القتال يستوجب تقديم تنازلات لا ترضى بها قوى سياسية اسرائيلية وازنة.
اخيرا ، ضع هذه المؤشرات العشرين وتفرعاتها الجزئية ، وحاول فهم تأثير كل مؤشر على المؤشرات ال19 الأخرى، واحسب النتائج السلبية والايجابية لكل طرف ، ثم حاول ان تبني سيناريوهات لما سيكون عليه الوضع في 7 اكتوبر 2026، هذا يكشف لك تعقيد الواقع واشكاليات التنبؤ…ربما.