د.عبدالفتاح طوقان
السؤال حول “أي فلسطين” هو موضوع معقد يتطلب فهماً عميقاً لتاريخ طويل من النزاع والاحتلالوالاغتصاب. عندما نتناول الحديث عن فلسطين التاريخية الوطن و الأصل ، يجب أن نأخذ في الاعتبار السياقات التاريخية والجغرافية والسياسية المتعددة التي مرت بها هذه المنطقة والحدود لها ومايخصها ويحدها شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا .
فلسطين التاريخية تشمل أراضٍ واسعة تمتد عبر مناطق متنوعة سرقتها إسرائيل تاره و منحتها الأمم المتحده ٥٥٪ من الأرض عام ١٩٤٧، وقد شهدت تأثيرات العديد من الثقافات والحضارات على مر العصور. فقد استوطنتها شعوب مختلفة علي مساحات شاسعة أطلق عليها فلسطين السورية بدءًا من الكنعانيين، مرورًا بالآشوريين والبابليين، ووصولاً إلى الفرس، والإغريق، والرومان، ثم البيزنطيين، والخلافة العربية، وصولًا إلى الصليبيين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، وأخيرًا البريطانيين اللذين منحوا اليهود وعدا غاضبا ظالما لليهود للتخلص منهم تحت مسمى ارض الميعاد ووعد بلفور . كل حضارة تركت بصمتها الفريدة على هذه الأرض بينما إسرائيل اغتصبتها وبعض من العرب سلموها تسليم مفتاح من خلال معاهدات اساتسلاميه تأمريه اضاعت الحقوق و شتت الشعب الفلسطيني فكانت معاهدات اسوء من وعد بلفور بكثير.
عند الحديث عن إنشاء دولة فلسطينية، يتبادر إلى الأذهان عدة مناطق رئيسية، مثل الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تواجه تحديات جسيمة تتعلق بالاحتلال والاستيطان وتشمل موضوع غور الأردن وما ستأوول اليه الأردن التاريخية وما سيدفعه أصحاب الأرض الأصليين للاردن وما سيتخلى عنه الفلسطينيون من أراض. فهل حدود فلسطين أصبحت هي حدود السابع من أكتوبر ؟ ام حدود ٦٧ ؟ ام عوده الي خدود ٤٨؟
التصويت الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية يُعتبر خطوة إيجابية تعكس رغبة المجتمع الدولي في إيجاد حل للنزاع المستمر، ولكن تبقى هناك تساؤلات هامة حول حدود هذه الدولة ومصير الأراضي المحتلة كما اسلفت سابقا وما هو الثمن الذي سيدفعه الأردن ؟ .
عندما نتحدث عن أي فلسطين، يعني ذلك التفكير في مستقبل الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. فالمجتمع الدولي بحاجة إلى رؤية واضحة وعادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وتضع حدًا للصراع المستمر وتحمى أيضا الأردن تلك الدولة المضيفة للفلسطينيين و تحمى أصحاب الأرض الأصليين و العشائر كما تحمى العرش الهاشمي و النظام الملكي.
في النهاية، الأمر الأكثر أهمية هو العمل نحو تحقيق العدالة والسلام للشعب الفلسطيني وضمان حصوله على حقوقه التاريخية في أرضه. يتطلب ذلك جهودًا جماعية من جميع الأطراف المعنية للوصول إلى حل دائم وشامل يضمن حقوق الجميع ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة دون اقتطاع أي جزء سواء كان فلسطين او الأردن .
على العرب الانتباه إلا يقعوا في ال التعريف التي اضاعت الأرض سابقا عندما قيل الانسحاب من أراض محتله وهذا يعني ليس كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل ووافق عليها بعض من العرب السذج .
نريد فلسطين بال التعريف .
aftoukan@hotmail.com