الناعقون

دقيقة واحدة ago
الناعقون

أ.د. مصطفى عيروط
لا يخلو أي مجتمع عالمي من أشخاص قله تنعق بحقد على آخرين فقد يجدون متعتهم في نعيق كاذب في تشويه صورة الآخرين، والافتراء عليهم دون مبرر. فينشغلون بالحقد بدلاً من الإنجاز، ويهدرون أوقاتهم في محاولات يائسة لإسقاط و محاولات تشويه غيرهم، كذبا وزورا وفتنا واستخدام آخرين من أجل ضرب آخرين وكأن نجاح الآخرين يُشكل تهديداً لهم. ويقلقهم أو لتصفية حسابات شخصيه او العمل لصالح آخرين عقولهم وقلوبهم حقد وحسد وتفكير سلبي

فهذه العقلية السلبيه ليست جديدة، ومن يقرأ التاريخ ويأخذ العبر منه لأن التاريخ يعاد بظروف مشابهه فقد عرفها منذ أقدم العصور. فالأنبياء أنفسهم تعرضوا للتشويه والاتهام بالجنون أو الكذب أو السحر، لكن سيرهم بقيت منارات هدى، بينما اندثر ذكر من افتروا عليهم.

المفارقة أن هؤلاء الذين يمارسون نعيق العداء غير المبرر اينما وجدوا ومهما كان نفوذهم أو استخدام الغير لضرب آخرين أو استخدام قنوات تواصل اجتماعي للتطاول ، غالباً ما ينتهون إلى عزلة اجتماعية ونبذ اجتماعي، إذ يكتشف الناس سريعاً زيفهم . أما من يسير على نهج الصدق والاحترام والعمل الجاد، والانجاز فيكفيه أن يترك أثراً طيباً يتناقله الناس جيلاً بعد جيل.

المطلوب اليوم أن نرسّخ في عالمنا ثقافة الإنجاز و البناء لا الهدم والنقد البناء لا جلد الذات ، ويعمم عالميا تدريس مادة الاخلاق وقيم التعاون والسلام في العالم لا التشويه. فالأمم عالميا تنهض بتمكين المبدعين، ودعم الصادقين، المنجزين والكفاءات وتشجيع كل ما يخدم المصلحة العامة.

في النهاية كما تعلم مدرسة الحياه ، وجامعتها – تبقى الحقيقة راسخه واضحة: -الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض.
وما من ناعق سادي مصاب في البرانويا في الكون -كاذب حاقد يعطيك وجها وبوجه اخر يكمن لك العداء والحقد دون مبرر يبقى- ومهما طال الزمن او قصر ومهما جلس في مكانه بينما الصادق يبقى أثره وعمله أما الكاذب الفتان الحاقد ينتهي وينفضح بأعماله السيئه وساديته ولؤمه وفتنه وكذبه وحقده
فالحق دائما يعلوا ولا يعلى عليه
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بحهاله فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)صدق الله العظيم
فلا مال يبقى ولا جاه يبقى ولا رتب تبقى والذي يبقى السيرة الطيبه والعمل المخلص
قال رسولنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
“اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
ومن يحضر الدفن في القبر لعزيز او يشارك آخرين يعرف بأن الإنسان مصيره القبر متران في متر وينفض الجميع بعد الدفن ولا يفيده أحد إلا أعماله.