يقولون.. جامعة الدول العربية: أكبر كذبة في تاريخ العرب

ساعتين ago
يقولون.. جامعة الدول العربية: أكبر كذبة في تاريخ العرب

بقلم د: إبراهيم النقرش

منذ ما يقرب من ثمانين عاما والشعوب العربية تعلّق آمالها على مؤسسة أُخيل لهم أنها بيت العرب الكبير وحصن وحدتهم فإذا بها تبان بأنها عنوان للخذلان والشلل والعجز العربي.
” جامعة الدول العربية”، التي لم تجمع العرب إلا على الورق ولم تحمِ لهم أرضاً ولا عرضاً ولا تحفظ لهم كرامة، بل غدت عبئاً ثقيلاً عليهم وذراعاً لتكريس التشرذم لا تجاوزه.
تأسست الجامعة العربية عام 1945 بعد انحسار الاستعمار المباشر لكنها لم تولد من رحم إرادة الشعوب الحقيقيه بل من رحم اتفاقات المستعمر” طرحت رسميا من وزير خارجيه بريطانيا أنطوني ايدن عام 1941″ الذي قسم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة يسهل التحكم بها ,فجاءت الجامعة في هيكلها ومهامها لتكون مظلة شكلية تحفظ هذا التقسيم بدل أن تنقضه.
الميثاق الذي وُضع لها كان منذ البداية وصفة وخلطه صهيونيه استعماريه للفشل وإطفاء نار العرب ، إذ تُتخذ قراراتها بالإجماع والإجماع في قاموس وعالم العربان مستحيل وهنا “سر الخلطه “، وأليات التنفيذ معدومة والنتيجة قمم”رِمم” لا تُحصى وبيانات شجب واستنكار لا تُغني ولا تُسمن , الأزمات تتفاقم والشعوب تُسحق.
الجامعة لاحضور لها في المحطات المفصلية من تاريخ العرب؟ فلسطين ضاعت بين بيانات الشجب والتنديد منذ 1948 وغزة تباد وتحرق وتجوع وتعرى على بعد امتار منها، العراق احتلته أمريكا عام 2003 ودُمرت مؤسساته وأُعدم قائدته بمباركتها وحررت لهم شهادة وفاه وقيدت ضد مجهول حفظت بأرشيفها كما هم شهداء غزه ، لبنان اجتاحتها إسرائيل .. اليمن والسودان وليبيا وسوريا تمزقت شعوبها ولم يتحرك بيت العجز العربي إلا بالتصريحات .. والتأمرات .. .
الجامعة لم تكن يوماً مؤسسة للشعوب بل حصن الأنظمة وأدواتها ، ليبرروا عجزهم ويحموا عروشهم …ويبقى الوطن والمواطن وقود بقائهم و خارج دائرة القرار، فهي منصة بطولات للخطابات لا لتبني الحلول.
لقد كانت الجامعة بفعلها ولا تزال أكبر كذبة وخدعة في تاريخ العرب، فهي لم تنشأ لتحقيق الوحدة بل لتكريس الفرقة والانقسام، ولتساعد بضعفها الصهاينة والاستعمار من السيطرة على الأوطان والشعوب، ولضمان بقاء كهنوت الانظمه جاثماً على صدور الناس باسم الوطنية والقومية . فأين هي معاهدة الدفاع العربي المشترك؟ ..حبر على ورق، وأين السوق العربية المشتركة؟ لم تولد، وأين البرامج التعليمية والبحثية العابرة للحدود؟ لم نسمع بها.
لم تنتج الجامعة مشروعاً واحداً يعزز التكامل أو يفتح باباً للوحدة.. بل هي من جعلت الحيط العربي “..ومايل .. واطي ” يعتليه حثالات البشر.. لم تكن اداه لتحرير الأرض والشعوب … بل أداه للتغابن والعقم العربي…
…الولايات المتحدة جمعت خمسين ولاية مختلفة في اتحاد واحد، وأوروبا التي خاضت حروباً دموية على مدى قرون استطاعت بناء اتحاد حقيقي، والهند بتنوعها المذهل بقيت موحدة، أما العرب فلهم لغة واحدة ودم واحد ودين واحد وتاريخ واحد ومع ذلك أفشلت الجامعة العربية توحدهم بل عمّقت فرقتهم.
تعمل “كمكتب ارتباط” غطاء سياسي” وأداه استعماريه ناعمه” تسهّل على القوى الكبرى إدارة شؤون المنطقة ..، والنتيجة شعوب ممزقة هانت واستكانت .. وذهب ريحها..
بعد كل هذه العقود من العجز تثبت الجامعة انها مشروع فاشل منذ ولادته، فالواجب إصلاح جذري ..يعيد صياغة الميثاق ..بروح وضمير عربي يخاف الله … بمصالح الشعوب .
في هزة للضمير البشري وعار للوجود العربي الرئيس الكولومبي”غوستافو بترو” وقف الى جانب التاريخ الصحيح الى جانب غزه حين فاجئ العالم بخطابه في الأمم المتحده .. بان إسرائيل ترتكب حملة اباده بحق الشعب الفلسطيني ..ويوجه دعوه للأمم المتحده لتشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين… فأين الجامعه وندمائها من هذا الموقف؟؟؟…أنهم يتسولون حقوقهم..
… انها مفتاح العجز…وأكبر أُكذوبه في تاريخ العرب….