إنشاء كلية جامعية متوسطة… جسر الكورة نحو التحول الرقمي والتنمية المستدامة

25 ثانية ago
إنشاء كلية جامعية متوسطة… جسر الكورة نحو التحول الرقمي والتنمية المستدامة

بقلم اسراء خالد بني ياسين
كاتبة وباحثة في الشأن التنموي

جميعنا يعلم، لم يعد مستقبل التنمية مرتبطًا بالمشاريع التقليدية وحدها، بل أصبح مرهونًا بقدرتنا على دمج التعليم بالتكنولوجيا، وفتح أبواب التحول الرقمي أمام المجتمعات المحلية.
ولواء الكورة، بما يحمله من ثقل سكاني وزراعي وسياحي، يقف اليوم على عتبة فرصة تاريخية إذا ما تم الاستثمار في مشروع نوعي وهنا اتحدث عن إنشاء كلية جامعية متوسطة تخدم الكورة والطيبة والأغوار الشمالية.

هذه الكلية لن تكون مجرد مبنى يخرّج طلابًا، بل منصة ابتكار ومعمل أفكار.
في قاعاتها يمكن أن يتعلم المزارع الشاب كيف يسوّق محصوله عبر تطبيق رقمي، والفتاة كيف تطلق متجرها الإلكتروني من بيتها، والطالب الجامعي كيف يحوّل التراث المحلي إلى محتوى سياحي عالمي.

التحول الرقمي هنا ليس شعارًا، بل أداة لإعادة تعريف علاقة الناس بأرضهم وفرص عملهم. فمنصات التسويق الزراعي، والتطبيقات السياحية البيئية، والخدمات الرقمية الحديثة، كلها مشاريع قادرة على أن ترى النور متى وُجدت مؤسسة تعليمية محلية تتبنى الفكرة وتدرب الكفاءات.

الكورة التي عُرفت بأنها سلة غذاء، قادرة أن تصبح أيضًا مركز ابتكار رقمي يصدر العقول والمشاريع، لا المنتجات الزراعية وحدها. وهنا تكمن القيمة المضافة كلية متوسطة تعني تعليمًا عمليًا سريع المردود، تعني شبابًا جاهزين لسوق العمل، وتعني قصة نجاح وطنية قابلة للتكرار في باقي الألوية.

إن إنشاء هذه الكلية هو استثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر، وهو المفتاح الذي يربط بين التحول الرقمي والتنمية المستدامة، ليصبح لواء الكورة منصة انطلاق نحو المستقبل لا مجرد منطقة تنتظر الدعم.