الكبار يموتون والصغار ينسون

57 ثانية ago
الكبار يموتون والصغار ينسون

ا. د. مصطفى عيروط

بعد أيام يقف العالم أمام حقيقة تاريخيه في اعتراف دولي بدولة فلسطين فقد سقطت مقولة اول مسؤول اول في عقليه القلعه (الكبار يموتون والصغار ينسون) بمعنى بأن الأجيال ستفقد ارتباطها في الأرض فالأجيال الفلسطينيه والأردنية والعربيه والاسلاميه والإنسانية أسقطت هذه المقوله ومن يتابع قنوات التواصل الاجتماعي الذي جمع الناس والإعلام المهني يرى الأجيال الشابه خاصه وهي تتحرك وتغني وتهتف لفلسطين ومع أكثر من ستة ملايين فلسطيني في الشتات في أكثر من ٦٠٠ تجمع لهم في العالم واليوم الشعوب والانظمه في أغلبية العالم معهم واولهم ٥٧ دوله عربيه واسلاميه فهناك إجماع عالمي على عدالة القضيه الفلسطينيه والحل العادل والصوت القوي والمؤثر عالميا من أجل فلسطين والقدس جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ومعه كل الشعب الاردني من كافة أصوله ومنابته والشعب الاردني والجيش العربي والمصطفوي والأجهزة الامنيه الذي ضحى ويضحي من أجل فلسطين والقدس ويقف مع فلسطين في غزة والقدس والضفة الغربيه بكل ما يملك عملا وقولا والعالم كله تابع جلالة الملك مواقفه التاريخيه عملا وقولا وهو يتحدث ويطالب العالم ويعمل من أجل فلسطين

فمثلا أصبح الفلسطينيون مؤثرون وقوة سياسيه واقتصادية في دول العالم الغربي ففي تشيلي مثلا الذي يتواجد فيها أكثر من ٦٠٠ الف فلسطيني فجيل الشباب أصبح مؤثرا ويقود حملات مقاطعه اكاديميه واقتصادية في جامعات عالميه ومن يتابع ويقرا عن تواجد الفلسطينيين في العالم عبر الانترنت يجد ذلك فالاعلام الحديث احدث تحولا نوعيا في الوعي فاتاحت منصات مثل فيسبوك وتويتر وتيك توك وغيرها أن تعزز الحضور الفلسطيني في الرأي العام الدولي ولهذا فعقلية الغطرسة وجنون القوة لا تصنع سلاما ومحاولات التهجير والقتل للتغيير الديموغرافي الذي تخاف منه عقلية القلعه لا تصنع لها سلاما والافضل لعقلية القلعه أن تبحث هي عن السلام واعطاء الحقوق لأصحابها وعقلية التوسع والغطرسة ستنقلب عليها وستخسر مهما كانت قوى الدعم لها ومراكز أبحاثها الكثيره تعرف ذلك

فالعائلات الفلسطينيه التي تحتفظ في بيوتها منذ نكبة ١٩٤٨والاغاني الشعبيه -عالدار راجعين- ورواية البيوت والبساتين للاحفاد لا يمكن للأجيال أن تنسى ذلك وستبقى تعمل مهما طال الزمن من أجل فلسطين

ومن يقرأ عن ثورة التحرير في الجزائر وقصة الشهيده جميله بو حيدر التي تحولت إلى رمز في الوجدان الشعبي الجزائري حتى أن اغاني فيروز وعبد الحليم حافظ تغنت بها وأصبحت جزءا من ذاكرة جيل كامل عن نضال الجزائر وقال اول رئيس للجزائر احمد بن بله
(الاستعمار حاول أن يجعلنا فرنسيين لكننا بقينا جزائريين حتى النخاع)

ومسيرة الملح عام ١٩٣٠حين قاد غاندي آلاف الهنود في مسيرة سلميه لمسافة ٢٤٠ميلا لاستخراج الملح متحديا احتكار بريطانيا تحولت إلى رمز شعبي للمقاومه السلميه المتوارثة عبر الأجيال وقال المهاتما غاندي (في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر )

وفي جنوب افريقيا كان الاطفال ينشدون اغان شعبيه مثل (حرروا مانديلا) حتى صار النشيد الشعبي ضغطا عالميا للإفراج عن نيلسون مانديلا

والحكايات الشعبيه الفلسطينيه والذاكرة المتوارثة للاجيال لن تزول وتبقى الذاكره حيه في البيوت والأسواق والاغاني واقتباسات النخب القياديه المؤثره تعطيها بعدا سياسيا وادبيا وروحيا فصمدت فلسطين في الوجدان رغم محاولات الطمس وتحول قول اول مسؤول اول في عقلية القلعه “الصغار ينسون”الى حقيقه معاكسه بأن الصغار يتشبتون أكثر فأكثر ولن تنجح محاولات تغيير الواقع والغطرسة وجنون القوة ولن تنجح محاولات التوسع فعلى العقلاء في العالم وفي عقلية القلعه الاستماع دائما إلى صوت الحكمه والسلام والعدل وان يسارعوا افضل لهم إلى تحقيق السلام العادل باقامة دوله فلسطينيه على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقيه وهو من يطالب به دائما عملا وقولا في العالم جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم

دون ذلك فالأجيال سترفض الا كامل فلسطين التاريخيه ومن يتابع لما يجري في العالم قد يخرج مثلي بنتيجه بأن الأجيال القادمه قويه و مؤثره عالميا فوزير سابق مؤرخ ومؤثر لفت انتباهي إلى دكتوره مؤثره في الاغاني الشعبيه الفلسطينيه ومثل هذه الأغاني المؤثره جدا تجوب العالم فما زالت الأمهات يلدن ستبقى فلسطين وقد نبهني احد الاخوه وهو من غزه بأن عدد الحوامل في غزة بعدد الشهداء وهذا يعني بأن الغطرسه وجنون القوه والتهجير والقتل ساقطه وتسقط والذي يفيد ويبقى ويخلده التاريخ السلام العادل والتنميه والبناء والإعمار والتعليم والابتكار والتعاون السلمي والتشغيل

والكبار ينقلون للأجيال والصغار لا ينسون ولن ينسون تاريخ ابائهم وأجدادهم وفضل من وقف معهم مهما طال الزمن او قصر وفلسطين ليست مسألة جغرافيا فقط بل قضيه هويه وعداله انسانيه وكل الشعوب والأنظمة العربيه والاسلاميه والعالم مع فلسطين الحق والعدل والحريه ولا احد ينسى محمود درويش
وقد تحولت قصائده إلى جزء من وجدان الشعب يتناقلها الكبار والصغار حتى في الشتات
(على هذه الارض ما يستحق الحياه)

ولذلك كلام في الإعلام عن مخططات ومحوالات التوسع ووطن بديل هذه فاشله ولم ولن يقبل بها أحد لا كبير ولا صغير ولا رجل ولا امرأه وهذه محوالات لزرع.فتنه فالوعي ضروري من أساليب جهنميه لوحده امنيه في عقلية القلعه لزرع الفتن بين الاخ وأخوه والاب وابنه ولا أعتقد انسان فيه عقل ينكر جميل اخوه الاخر بالوقوف معه في كل ما يملك لأن من ينكر الجميل حاقد وحاسد ويلعنه التاريخ
عاش الاردن
عاشت فلسطين
عاشت الامه العربيه والاسلاميه والعالم الإنساني.