وطنا اليوم:وجهت اتهامات للحزب الحاكم في الهند بـ “إثارة الكراهية بشكل علني”، بعد إصداره مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يستهدف المسلمين في ولاية آسام الشمالية الشرقية التي من المقرر أن تشهد انتخابات برلمانية العام القادم.
وفي تقرير لها عن الموضوع، ذكرت صحيفة الإندبدنت البريطانية أن حزب بهاراتيا جاناتا (بي جي بي) الهندي الحاكم أثار جدلًا واسعًا بعد نشره، الفيديو، الذي نُشر عبر الحساب الرسمي لحزب “بي جي بي” في آسام على منصة “إكس”، صوّر المسلمين كمهاجرين غير نظاميين يستولون على أراضٍ تابعة للحكومة في الولاية.
وظهر في الفيديو رجال مسلمون بزي ديني تقليدي ونساء يرتدين الحجاب أو البرقع، داخل مواقع حكومية مثل المطارات والملاعب ومزارع الشاي، ويرى منتقدو الفيديو أنه يروّج للكراهية الدينية، ويحرض على العنف ضد الأقلية المسلمة، في محاولة لكسب أصوات الناخبين على أساس طائفي.
واعتبر العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية، مثل أستاذ العلوم السياسية كريستوفر كلاري، أن الفيديو من أكثر الإعلانات “طائفية” في تاريخ السياسة الهندية، كما وصفه آخرون بأنه “دعوة مباشرة للعنف”، وتساءلوا عن كيفية السماح بنشر مثل هذا المحتوى في دولة ديمقراطية، وفقا للصحيفة.
استخدم الفيديو خطابًا مروعًا، حسب وصف الصحيفة، حيث زعم كذبًا أن المسلمين سيشكلون 90% من سكان آسام، رغم أن نسبتهم الحقيقية وفق آخر إحصاء عام 2011 لا تتجاوز 34%.
كما ربط الفيديو بين حزب المؤتمر المعارض، وتحديدًا زعيمه المحلي غاوراف غوجوي، وبين باكستان، في محاولة واضحة للتشويه السياسي، حيث ظهر في الفيديو علم باكستان إلى جانب خطاب لزعيم المعارضة راهول غاندي، في إيحاء بأن هناك صلات “خيانة” مفترضة.
ولفتت الإندبندنت إلى أن الهجوم على المسلمين ليس أمرًا جديدًا في خطاب الحزب الحاكم، خاصة في آسام التي شهدت منذ عقود حملة ضد ما يُسمّى “المهاجرين غير النظاميين” من بنغلاديش، في إشارة إلى مسلمي الإقليم.
ومنذ توليه الحكم في آسام عام 2016، عمل الحزب على كسب تأييد الأغلبية الهندوسية من خلال سياسات اعتُبرت معادية للمسلمين.
وقد وُجهت اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي بنشر خطاب الكراهية، حيث أظهر تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أنه استخدم تعبيرات معادية للإسلام في 110 من أصل 173 خطابًا له خلال حملة انتخابات 2024.
وحسب الصحيفة، فإن حزب “بي جي بي” استهدف المسلمين في آسام باستخدام تقنيات حديثة كالفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي، التي تُظهر شخصيات معارضة مثل غوجوي بملابس دينية إسلامية أو في مكالمات مزعومة مع مسؤولين باكستانيين.
كما يستخدم الحزب، وفقا للصحيفة، مصطلحات مهينة مثل “كانغلو” للإشارة إلى المسلمين ذوي الأصول البنغالية، وهي تعبيرات تُعتبر عنصرية ومهينة، ويتهم الحزب غوجوي بأنه “نبي المسلمين”، وهي إشارة تُستخدم بازدراء في السياق السياسي المحلي.
وكشف مسؤولون في “بي جي بي” بأن هناك تقريرًا من 96 صفحة أعدته لجنة تحقيق خاصة حول علاقة غوجوي المزعومة بباكستان، سيتم مناقشته بعد الانتخابات المحلية.
لكن غوجوي نفى هذه الادعاءات جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أنه زار باكستان مرة واحدة فقط قبل 12 عاما، وأن هذه الحملة الإعلامية ضده هدفها الوحيد تشويه سمعته، متوقعًا فشلًا ذريعًا لحزب “بي جي بي” في الانتخابات المقبلة، وفقا لما نسبته له الصحيفة.