بقلم: الدكتوره هند جمال فالح الضمور
هناك أمور تمنح الإنسان المعنى الحقيقي للقوة، وهي ليست وليدة الصدفة أو نتاج لحظة عابرة، بل هي حصيلة مسيرة طويلة من التجارب والمواقف التي تختبر صلابته الداخلية.
القوة لا تأتي من العضلات المشدودة ولا من المظهر الصارم، بل من لحظات الانكسار التي قررنا فيها أن نتماسك، ومن المواقف التي كان يفترض بنا أن نبكي فيها، لكننا آثرنا أن نبتسم.
القوي هو من يتقن فن الوقوف بعد السقوط، ومن يعرف كيف يحوّل الألم إلى دافع، والخذلان إلى درس، والدمعة التي انحبست في عينه إلى شرارة تدفعه للأمام.
كم من مرة ضحكنا ونحن نكتم في أعماقنا حزناً ثقيلاً! وكم من موقف أُجبرنا فيه على التظاهر بالتماسك حتى لا نُضعف عزائم من حولنا! تلك اللحظات هي التي تصنع معدننا الحقيقي، وتكشف قوتنا أمام أنفسنا قبل أن يراها الآخرون.
القوة الحقيقية ليست في أن ننتصر دائماً، بل في أن نواصل الطريق مهما تعثرت خطواتنا، وأن نحتفظ بالقدرة على الابتسام رغم الجراح، لأن الابتسامة في قلب الألم أعظم شهادة على أننا ما زلنا أحياء بروح لا تنكسر.