وطنا اليوم:طغى التشاؤم على توقعات عاملين في قطاع السياحة الأردنية، من إمكانية تعافي القطاع خلال العام الجاري، لأسباب داخلية وخارجية يشترك فيها تفشي فيروس كورونا.
صناعة السياحة، تعتبر نفط الأردنيين لأهميتها في الناتج المحلي الإجمالي، ومصدرا رئيسا لمداخيل النقد الأجنبي إلى جانب الصادرات وتحويلات الأردنيين المغتربين.
وتراجعت صناعة السياحة اعتبارا من مارس/ آذار 2020، وأغلقت غالبية المرافق أبوابها منذ ذلك الوقت، وسرّح عشرات آلاف العاملين في القطاع الحيوي.
** بطء التعافي
في تصريحات سابقة له، قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز، إن دخل الأردن من السياحة انخفض من 4.1 مليارات دينار (5.7 مليارات دولار) في 2019، إلى مليار دينار (1.4 مليار دولار) في 2020.
وتوقع الفايز، استئناف تسجيل مداخيل للسياحة في البلاد، اعتبارا من 2022، كما كانت عليه قبل الجائحة، ما يعني انخفاض الدخل السياحي 75.61 بالمئة في 2020.
في هذا الخصوص، قال نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر جمال الضامن، إن التعافي في القطاع بالأردن، لن يبدأ قبل أكتوبر/ تشرين أول من العام الحالي، في حال أثبت توزيع اللقاحات جدواه عالميا.
وبين أن مكاتب السياحة والسفر في الأردن “مدمرة”، حيث لا توجد حجوزات سياحية ما أدى إلى غلق العديد من المكاتب وتسريح قرابة 50 بالمئة من العاملين في القطاع، والباقي حولوا لبرامج مستفيدة من تعويضات الضمان الاجتماعي.
“نتوقع تجاوز خسائر القطاع العام الحالي مليار دولار.. خسائر القطاع لا تقف عند مكاتب السياحة، بل تتعداه إلى حجوزات الطيران والفنادق والمطاعم وغيرها من القطاعات المرتبطة”.
وبحسب ما أعلنه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط، فإن “الأردن خسر ما يقارب 85 بالمئة من أعداد المسافرين (القادمين والمغادرين) في 2020 مقارنة مع 2019.
بينما الوظائف المرتبطة بقطاع الطيران المهددة بالزوال بسبب الجائحة خلال 2021، أصبحت 50 ألف وظيفة، مقارنة مع توقعات سابقة تبلغ 37 ألف وظيفة في نوفمبر/ تشرين ثاني الفائت، بحسب قراءة “إياتا” للوضع في المملكة.
** تغيير الأولويات
من جهته، قال وكيل سياحة والسفر في الأردن عمر عبده، إن الأمر قد يتطلب عاما إلى عام ونصف، حتى يبدأ حال القطاع بالعودة إلى ما كان عليه قبل الجائحة.
وبين عبده أن قطاع السياحة والسفر “قطاع ثانوي” باتت تحكمه في الوقت الحالي أولويات أكثر أهمية بالنسبة للأسر، جراء التبعات الاقتصادية لأزمة كورونا.
“خسائر كبيرة في القطاع رافقها تسريحات بأعداد أيضا كبيرة للعمالة، التي باتت الآن في صفوف العاطلين عن العمل في ظل تأخر الدعم الحكومي للقطاع”.
ويضم القطاع قرابة 700 مكتبا سياحيا، تشير الأرقام إلى أن 60 بالمئة منها أعلنت الإغلاق رسميا وفقا لعبده.
الخبير الاقتصادي زيان زوانه، قال إن القطاع السياحي في الأردن ضمن المنظومة السياحية العالمية يتجه ببطء نحو التعافي، نتيجة استمرار تفشي الفيروس وسلالاته الجديدة.
وقال زوانه في تصريح للأناضول، إن مداخيل السياحة تأثرت في الأردن بدءا من مكاتب السياحة وانتهاء بالأدلاء السياحيين وما بينهما من قطاعات كثيرة مرتبطة.
“المداخيل من القطاع تعد من أهم مصادر العملة الأجنبية التي تغذي الاحتياطيات لدى البنك المركزي، عدا عن أثر التسريحات على زيادة نسبة البطالة في البلاد”.
** مؤشر بطالة صاعد
في نوفمبر الماضي، أظهرت بيانات رسمية ارتفاع معدل البطالة في الأردن إلى 23.9 بالمئة في الربع الثالث من العام الماضي، من 19.1 في الربع المقابل من 2019.
كانت البطالة في الأردن، سجلت 23 بالمئة خلال الربع الثاني 2020، و19 بالمئة نهاية 2019.
وقالت دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) في بيان إن معدل البطالة في الربع الثالث من العام الحالي بلغ بين الذكور 21.2 بالمئة، مقابل 33.6 بالمئة للإناث.