بقلم: المحامي حسين أحمد عطا الله الضمور
في زمن يتقلب فيه كل شيء،
تَبقى المواقف الثابتة عنوان الرجولة، وميزان الوطنية، ودليل الضمير الحي.
ما أكثر من يُبدّلون وجوههم بتبدّل المصالح،
وما أندر أولئك الذين إن انتقلوا من موقعٍ إلى آخر،
لم يغيّروا مبادئهم، ولم يخلعوا جلدهم، ولم يخلطوا الوطنية بالمنافع!
أنا تغيّرت بي المواقع…
لكن موقفي من وطني، من الشرف، من الصدق، من الناس،
لم يتزحزح شعرة واحدة.
وإن سقط المنصب، بقي المبدأ.
وإن تبدّل الكرسي، ظلّ الظهر مستقيمًا لا ينحني.
تعلمت من وطني أن الرجولة ليست في الصراخ،
بل في الصمت الصلب حين ينهار من حولك كل شيء.
وتعلمت من خدمتي فيه، أن القَسم لا يُمحى بانتهاء الوظيفة،
وأن حب الوطن لا يُقدَّم استقالته.
> كثيرون يتحدثون عن الوطن إذا خُذلوا…
وقليلون يظلون أوفياء له وإن خذلهم هو.
وأنا من هؤلاء القليلين…
لأنني لم أحب الوطن يومًا لِما أعطاني، بل لما زرعه في داخلي من كرامة واعتزاز.
