وطنا اليوم:تضاعف إيران جهودها لإعادة تسليح الميليشيات الموالية لها في الشرق الأوسط بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت برنامجها النووي وأسفرت عن اغتيال قادة عسكريين كبار وعلماء نوويين في يونيو/ حزيران الماضي.
ويكشف إحباط تهريب شحنة ضخمة من الصواريخ الإيرانية المتطورة إلى ميليشيا الحوثي والتي تحتوي على مكونات صاروخية متطورة وتزايد محاولات تهريب الأسلحة إلى ميليشيا حزب الله في لبنان عبر سوريا محاولات طهران لإعادة ترسيخ تواجدها في المنطقة.
وأعلنت القوات اليمنية الأربعاء الماضي، ضبط 750 طنًا من صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ورؤوس حربية، ومكونات استهداف، ومحركات طائرات دون طيار وصواريخ “قادر” المضادة للسفن، ومكونات لنظام الدفاع الجوي “صقر” التي استخدمها ميليشيا الحوثي لإسقاط طائرات أمريكية دون طيار من طراز MQ-9 Reaper، على متن سفينة تُسمى “داو”.
تأتي عملية المصادرة بعد أسابيع فقط من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحملة الجوية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، وهي سلسلة من الهجمات التي أظهرت ضعف إيران على الرغم من ترسانتها الصاروخية وحلفائها من الميليشيات التي بنتها لحماية نفسها، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
من جانبه، قال محمد الباشا، مؤسس شركة “باشا ريبورت” الاستشارية الأمنية في الشرق الأوسط: “يشير توقيت وحجم هذه الشحنة بقوة إلى أن إيران تتحرك بسرعة لتجديد مخزونات الحوثيين التي استنفدتها الغارات الجوية الأمريكية”.
وأضاف أن ذلك يُظهر رغبة طهران في “الحفاظ على وتيرة عملياتها العالية التي تستهدف إسرائيل وحركة الملاحة البحرية التجارية”.
وكشفت الصحيفة أن القوات اليمنية ضبطت وثائق متعددة باللغة الفارسية مع شحنة الأسلحة الفيرانية إلى ميليشيا الحوثي تضمنت دليلاً لكاميرات يشرح كيفية استخدام توجيه الصواريخ المضادة للطائرات، وشهادة جودة مُلحقة بجناح صاروخي من صنع شركة إيرانية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مايكل نايتس الخبير في شؤون الميليشيات الحليفة لإيران قوله إن” إيران تعيد بناء وجودها في الشرق الأوسط بإرسال صواريخ إلى حزب الله وأسلحة من العراق إلى سوريا وميليشيا الحوثي “.
وفي لبنان، كثفت إيران جهودها لتهريب الأسلحة إلى حزب الله الذي تعرض الخريف الماضي، لتدمير معظم ترسانته واغتيال أبرز قياداته بعد حملة إسرائيلية شملت عمليات سرية وضربات جوية واجتياحًا بريًا.
قال مايكل كارداش، نائب رئيس قسم إبطال المتفجرات السابق في الشرطة الوطنية الإسرائيلية، إن الأشهر الأخيرة شهدت “اتجاهًا متزايدًا لمحاولات التهريب عبر سوريا أو انطلاقًا منها” إلى حزب الله اللبناني. وقد تعطلت عملية تهريب الأسلحة بسقوط نظام بشار الأسد، المتحالف مع إيران، واستبداله بحكومة معادية لطهران.
وأضاف كارداش، المسؤول حاليًا عن أبحاث المتفجرات في شركة تيروجنس الإسرائيلية للاستشارات الأمنية، أن المهربين يضطرون الآن إلى جلب الأسلحة في شحنات صغيرة بعد أن كانوا يرسلونها في السابق بشاحنات.
ورغم الجهود المكثفة لمنع حزب الله من إعادة بناء ترسانته المتهالكة، فقد حقق الحزب، شأنه شأن الحوثيين، بعض النجاح.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصدر مطلع، أن ميليشيا حزب الله تُصنّع طائراتها المسيرة وصواريخها متوسطة المدى، ونجحت في إعادة هيكلة شبكات التهريب التابعة لها إلى حد ما، وتهريب بعض صواريخ كورنيت وأسلحة متطورة أخرى
شحنات الموت تتدفق.. إيران تعيد تسليح أذرعها بالصواريخ والمسيّرات
