وطنا اليوم:وصلت أرتال مسلّحة إلى العاصمة الليبية طرابلس، فجر اليوم الجمعة، قادمة من مدينتي الزنتان ومصراتة، بما يوحي باندلاع صراع محتمل، في أعقاب التوتر المتزايد بين الميليشيات المسلحة المتنافسة على مدى الأسابيع الماضية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة تحرّكات عسكرية مكثفة من مدينة الزنتان باتجاه العاصمة طرابلس، شملت أرتالا مدرّعة ودبابات مزودة بأسلحة ثقيلة، كما شوهدت أعداد كبيرة من العربات العسكرية قادمة من مدينة مصراتة باتجاه العاصمة.
وقالت مصادر متطابقة، إنّ هذه التعزيزات تهدف إلى دعم الميليشيات الموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في الهجوم المرتقب على جهاز الردع ومكافحة الإرهاب، الميليشيا المناهضة لحكومته، في مشهد يعكس هشاشة الترتيبات والتفاهمات الأمنية الأخيرة.
وفي وقت سابق، توّعد الدبيبة ما وصفها بـ”الميليشيات الخارجة عن القانون”، بالتدخل لبسط سلطة الدولة في المطارات والمواني والسجون، وهو ما فهم على أنّه إعلان حرب على جهاز الردع ومكافحة الإرهاب الذي يسيطر على “مجمع معيتيقة”، أين يقع المطار والقاعدة الجوية والمستشفى العسكري، كما وجد في المجمع سجن “مؤسسة معيتيقة للإصلاح والتأهيل”.
وأثارت التحرّكات العسكرية والانتشار المسلّح في شوارع العاصمة طرابلس ومحيطها، قلق المجتمع الدولي وهلع السكان، من أن يكون هذا التحشيد والتوّتر مقدمّة لصدام بين الأطراف المتنازعة على النفوذ داخل العاصمة طرابلس.
ومنذ أشهر، تعيش العاصمة طرابلس على وقع توتر أمني، بعدما دارت مواجهات مسلّحة انتهت بسيطرة المليشيات الموالية لعبد الحميد الدبيبة على المناطق التي كان يسيطر عليها جهاز دعم الاستقرار، بعد تصفية قائده عبد الغني الككلي.
وتزامن هذا التوتر، مع تحذيرات أطلقتها بعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ليبيا، من انفجار الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس وتقويض عملية وقف إطلاق النار بين الميليشيات المسلحة.
ويأتي ذلك، في وقت يستمر فيه الجمود السياسي في البلاد، وتتعطل فيه لغة الحوار بين الأطراف الرئيسية التي تتصدر المشهد، رغم الجهود الدولية والأممية المبذولة لدفعهم إلى البحث عن حل توافقي للأزمة
تحذيرات أوروبية وأممية من انفجار الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية
